للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه قال: خفت الفتنة فمشيت إليهم جميعا فجئت محمد بن علي في الشعب فقلت: يا أبا القاسم اتق الله فإنا في مشعر حرام وبلد حرام، والناس وفد الله إلى هذا البيت، فلا تفسد عليهم حجهم. فقال: والله ما أريد ذلك وما أحول بين أحد وبين هذا البيت، ولا يؤتى أحد من الحاج من قبلي ولكني رجل أدفع عن نفسي من بن الزبير وما يريد مني، وما أطلب هذا الأمر إلا أن لا يختلف علي فيه اثنان، ولكن ائت بن الزبير فكلمه وعليك بنجدة فكلمه.

قال محمد بن جبير: فجئت بن الزبير فكلمته بنحو مما كلمت به بن الحنفية فقال: أنا رجل قد اجتمع علي وبايعني الناس، وهؤلاء أهل خلاف. فقلت: إن خيرا لك الكف، فقال: أفعل. ثم جئت نجدة الحروري فأجده في أصحابه وأجد عكرمة غلام بن عباس عنده، فقلت: استأذن لي على صاحبك، قال فدخل فلم ينشب أن أذن لي فدخلت فعظمت عليه وكلمته بما كلمت به الرجلين فقال: أما أن أبتديء أحدا بقتال فلا ولكن من بدأنا بقتال قاتلناه. قلت: فإني رأيت الرجلين لا يريدان قتالك. ثم جئت شيعة بني أمية فكلمتهم بنحو مما كلمت به القوم فقالوا: نحن على لوائنا لا نقاتل أحدا إلا أن يقاتلنا. فلم أر في تلك الألوية أسكن ولا أسلم دفعة من أصحاب بن الحنفية.

قال محمد بن جبير: وقفت تلك العشية إلى جنب محمد بن الحنفية، فلما غابت الشمس التفت إلي فقال: يا أبا سعيد ادفع، فدفع ودفعت معه فكان أول من دفع.

أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثنا شرحبيل بن أبي عون عن أبيه قال: رأيت أصحاب بن الحنفية يلبون بعرفة ورمقت بن الزبير وأصحابه فإذا هم يلبون حتى زاغت الشمس، ثم قطع وكذلك فعلت بنو أمية. وأما نجدة فلبى حتى رمى جمرة العقبة.

<<  <  ج: ص:  >  >>