إن كان لك قرابة فلكل قرابة وحق. قال: فأعطاه محمد عبد الملك وقال: يا أمير المؤمنين إن هذا، يعني الحجاج وهو عنده، قد آذاني واستخف بحقي، ولو كانت خمسة دراهم أرسل إلي فيها. فقال عبد الملك: لا إمرة لك عليه. فلما ولي محمد قال عبد الملك للحجاج: أدركه فسل سخيمته. فأدركه فقال: إن أمير المؤمنين أرسلني إليك لأسل سخيمتك ولا مرحبا بشء ساءك. فقال محمد: ويحك يا حجاج اتق الله واحذر الله، ما من صباح يصبحه العباد إلا لله في كل عبد من عباده ثلاثمائة وستون لحظة إن أخذ أخذ بمقدرة وإن عفا عفا بحلم، فاحذر الله. فقال له الحجاج: لا تسألني شيئا إلا أعطيتكه. فقال له محمد: وتفعل؟ قال له الحجاج: نعم. قال: فإني أسألك صرم الدهر. قال فذكر الحجاج ذلك لعبد الملك. فأرسل عبد الملك إلى رأس الجالوت فذكر له الذي قال محمد وقال: إن رجلا منا ذكر حديثا ما سمعناه إلا منه. وأخبره بقول محمد، فقال رأس الجالوت: ما خرجت هذه الكلمة إلا من بيت نبوة.
أخبرنا قبيصة بن عقبة قال: أخبرنا سفيان عن مغيرة عن إبراهيم أن الحجاج أراد أن يضع رجله على المقام فزجره بن الحنفية ونهاه.
أخبرنا الفضل بن دكين ومحمد بن عبد الله الأسدي قالا: حدثنا سفيان عن يزيد بن أبي زياد عن سالم بن أبي الجعد قال: رأيت محمد بن الحنفية دخل الكعبة فصلى في كل زاوية ركعتين، ثماني ركعات.
أخبرنا الفضل بن دكين قال: أخبرنا سفيان قال: قال محمد بن الحنفية: لا تذهب الدنيا حتى تكون خصومات الناس في ربهم.
أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثنا أبو معاوية الضرير عن أبي مالك قال: رأيت بن الحنفية يرمي الجمار على برذون أشهب.
قال: أخبرنا محمد بن عبيد قال: حدثني سفيان التمار قال: رأيت محمد بن الحنفية موسعا رأسه بالحناء والكتم يوم التروية وهو محرم.