حدثنا محمد بن سعد قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني إسماعيل بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي ربيعة عن أبيه قال: تنافست قريش أن تجعل منها أميرا وفيهم يومئذ ما لا يعد من السن والشرف، عبد الله بن مطيع وإبراهيم بن نعيم ومحمد بن أبي جهم وعبد الرحمن بن عبد الله بن أبي ربيعة.
حدثنا محمد بن سعد قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني إسحاق بن يحيى قال: حدثني من نظر إلى عبد الله بن مطيع على المنبر وقد رئيت طلائع القوم بمخيض والعسكر بذي خشب، فتكلم على المنبر فقال: أيها الناس، عليكم بتقوى الله والجد في أمره، وإياكم والفشل والتنازع والاختلاف، اذعنوا للموت فوالله ما من مفر ولا مهرب، والله لأن يقتل الرجل مقبلا محتسبا خير من أن يقتل مدبرا فيؤخذ برقبته، ولا تظنوا أن عند القوم بقيا فابذلوا لهم أنفسكم فإنهم يكرهون الموت كما تكرهونه.
حدثنا محمد بن سعد قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني إسحاق بن يحيى بن طلحة عن عيسى بن طلحة قال: قلت لعبد الله بن مطيع كيف نجوت يوم الحرة وقد رأيت ما رأيت من غلبة أهل الشام؟ فقال عبد الله: كنا نقول لو أقاموا شهرا ما قتلوا منا شيئا، فلما صنع بنا ما صنع وأدخلهم علينا وولى الناس ذكرت قول الحارث بن هشام:
وعلمت أني إن أقاتل واحدا … أقتل ولا يضرر عدوي مشهدي فانكشفت فتواريت ثم لحقت بابن الزبير بعد فكنت أعجب كل العجب أن بن الزبير لم يصلوا إليه ثلاثة أشهر وقد أخذوا عليه بالمضايق ونصبوا المنجنيق وفعلوا به الأفاعيل، ولم يكن مع بن الزبير أحد يقاتل له حفاظا إلا نفر يسير وقوم آخرون من الخوارج. وكان معنا يوم الحرة ألفا