للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العذاب وهم ظالمون. وإنا آمنا بالله ورسله. فلما قال ذلك بن عبد وثب الحرس عليه فالتفوا به حتى ظننا أنهم قاتلوه، فأرسل إليهم عبد الملك فردهم عنه. فلما فرغ الخطيب ودخل عبد الملك الدار أدخل عليه بن عبد، قال فما أجاز أحدا أكثر من جائزته ولا كسا أحدا أكثر من كسوته.

قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني عبد الله بن جعفر عن عبد الرحمن بن محمد بن عبد قال: لما تكلم عبد الملك بما تكلم به ورد عليه أبي وثبت الشرطة إلى أبي فدخلوا به إلى عبد الملك بن مروان، قال فأغلظ له بعض الغلظة بين يدي أهل الشام، قال فلما خرج أهل الشام قال له: يا بن عبد قد رأيت ما صنعت وقد عفوت ذلك عنك، وإياك أن تفعلها بوال بعدي فأخشى أن لا يحمل لك ما حملت. إن أحب الناس إلي هذا الحي من قريش وحليفنا منا وأنت أحدنا. ما دينك؟ قال: خمسمائة دينار. قال فأمر له بخمسمائة دينار وأجازه بمائة دينار سوى ذلك، قال وكساه كسوة فيها كساء خز أخضر عندنا قطعة منه.

قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني بن أبي سبرة عن المسور بن رفاعة قال: سمعت ثعلبة بن أبي مالك القرظي يقول: رأيت عبد الملك بن مروان صلى المغرب والعشاء في الشعب فأدركني دون جمع فسرت معه فقال: صليت بعد؟ فقلت: لا لعمري، قال: فما منعك من الصلاة؟ قال قلت: إني في وقت بعد. فقال: لا لعمري ما أنت في وقت. قال ثم قال: لعلك ممن يطعن على أمير المؤمنين عثمان، رحمه الله، فأشهد علي أبي لأخبر أنه رآه صلى المغرب والعشاء في الشعب. فقلت: ومثلك يا أمير المؤمنين يتكلم بهذا وأنت الإمام! وما لي وللطعن عليه وعلى غيره؟ قد كنت له لازما ولكني رأيت عمر، رحمه الله، لا يصلي حتى يبلغ جمعا، وليست سنة أحب إلي من سنة عمر. فقال: رحم الله عمر.

<<  <  ج: ص:  >  >>