الغلام بين يديك؟ فقال: هذا يهديني السبيل، فلما دنوا من المدينة نزلا الحرة، وبعث إلى الأنصار فجاؤوا فقالوا: قوما آمنين مطمئنين، قال: فشهدته يوم دخل المدينة علينا، فما رأيت يوماً قط كان أحسن ولا أضوأ من يوم دخل المدينة علينا، وشهدته يوم مات فما رأيت قط يوماً كان أقبح ولا أظلم من يوم مات.
أخبرنا هاشم بن القاسم الكناني، أخبرنا أبو معشر عن أبي وهب مولى أبي هريرة قال: ركب رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وراء أبي بكر ناقته، قال: فكلما لقيه إنسان قال: من أنت؟ قال: باغ أبغي، فقال: من هذا وراءك؟ قال: هادٍ يهديني.
أخبرنا مسلم بن إبراهيم، أخبرنا جعفر بن سليمان، أخبرنا ثابت البناني عن أنس بن مالك قال: لما كان اليوم الذي دخل فيه رسول الله، صلى الله عليه وسلم، المدينة أضاء منها كل شيء.
أخبرنا وهب بن جرير بن حازم قال: أخبرنا شعبة عن أبي إسحاق عن البراء قال: جاء النبي، صلى الله عليه وسلم، يعني إلى المدينة، في الهجرة فما رأيت أشد فرحاً منهم بشيء من النبي، صلى الله عليه وسلم، حتى سمعت النساء والصبيان والإماء يقولون: هذا رسول الله قد جاء قد جاء!
أخبرنا يحيى بن عباد وعفان بن مسلم قالا: أخبرنا شعبة قال: أنبأنا أبو إسحاق قال: سمعت البراء يقول: أول من قدم علينا من أصحاب رسول الله، صلى الله عليه وسلم، مصعب بن عمير وابن أم مكتوم فجعلا يقرئان الناس القرآن، قال: ثم جاء عمار وبلال وسعد، قال: ثم جاء عمر بن الخطاب في عشرين، قال ثم جاء رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال: فما رأيت الناس فرحوا بشيء قط فرحهم به حتى رأيت الولائد والصبيان يقولون: هذا رسول الله قد جاء! فما قدم حتى قرأت: سبح