أبو سلمة واسمه عبد الله بن عبد الأسد بن هلال بن عبد الله بن عمر بن مخزوم وهاجر بها إلى أرض الحبشة في الهجرتين جميعا فولدت له هناك زينب بنت أبي سلمة، وولدت له بعد ذلك سلمة وعمر ودرة بني أبي سلمة.
أخبرنا محمد بن عمر، حدثنا عمر بن عثمان عن عبد الملك بن عبيد عن سعيد بن عبد الرحمن بن يربوع عن عمر بن أبي سلمة قال: خرج أبي إلى أحد فرماه أبو سلمة الجشمي في عضده بسهم فمكث شهرا يداوي جرحه ثم بريء الجرح، وبعث رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أبي إلى قطن في المحرم على رأس خمسة وثلاثين شهرا فغاب تسعا وعشرين ليلة ثم رجع فدخل المدينة لثمان خلون من صفر سنة أربع، والجرح منتقض، فمات منه لثمان خلون من جمادي الآخرة سنة أربع من الهجرة، فاعتدت أمي وحلت لعشر بقين من شوال سنة أربع فتزوجها رسول الله، صلى الله عليه وسلم، في ليال بقين من شوال سنة أربع، وتوفيت في ذي القعدة سنة تسع وخمسين.
أخبرنا محمد بن عمر، حدثنا مجمع بن يعقوب عن أبي بكر بن محمد بن عمر عن أبي سلمة عن أبيه عن أم سلمة أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال لها: إذا أصابتك مصيبة فقولي اللهم اعطني أجر مصيبتي واخلفني خيرا منها. فعجل فقلتها يوم توفي أبو سلمة، ثم قلت: ومن لي مثل أبي سلمة؟ فعجل الله لي الخلف خيرا من أبي سلمة.
أخبرنا يزيد بن هارون عن عبد الملك بن قدامة الجمحي قال: حدثني أبي عن أم سلمة زوج النبي، صلى الله عليه وسلم، عن أبي سلمة أنه حدثها أنه سمع رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يقول: ما من عبد يصاب بمصيبة فيفزع إلى ما أمره الله به من قول إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم آجرني في مصيبتي هذه وعوضني منها خيرا منها، إلا آجره في مصيبته وكان قمنا أن يعوضه الله منها خيرا منها. فلما هلك أبو سلمة ذكرت الذي حدثني