عن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فقلت: إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم آجرني في مصيبتي وعضني منها خيرا منها. ثم قلت إني أعاض خيرا من أبي سلمة؟ قالت فقد عاضني خيرا من أبي سلمة وأنا أرجو أن يكون الله قد آجرني في مصيبتي.
أخبرنا أحمد بن إسحاق الحضرمي، حدثنا عبد الواحد بن زياد، حدثنا عاصم الأحول عن زياد بن أبي مريم قال: قالت أم سلمة لأبي سلمة بلغني أنه ليس امرأة يموت زوجها وهو من أهل الجنة وهي من أهل الجنة ثم لم تزوج بعده إلا جمع الله بينهما في الجنة، وكذلك إذا ماتت المرأة وبقي الرجل بعدها. فتعال أعاهدك ألا تزوج بعدي ولا أتزوج بعدك. قال: أتطيعيني؟ قلت: ما استأمرتك إلا وأنا أريد أن أطيعك. قال: فإذا مت فتزوجي. ثم قال: اللهم ارزق أم سلمة بعدي رجلا خيرا مني لا يحزنها ولا يؤذيها. قال فلما مات أبو سلمة قلت: من هذا الفتى الذي هو خير لي من أبي سلمة؟ فلبثت ما لبثت ثم جاء رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فقام على الباب فذكر الخطبة إلى بن أخيها أو إلى ابنها وإلى وليها، فقالت أم سلمة أرد: على رسول الله أو أتقدم عليه بعيالي، قلت ثم جاء الغد فذكر الخطبة فقلت مثل ذلك، ثم قالت لوليها إن عاد رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فزوج. فعاد رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فتزوجها.
أخبرنا أبو معاوية الضرير وعبيد الله بن موسى قالا: حدثنا الأعمش عن شقيق عن أم سلمة قالت: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: إذا حضرتم فقولوا خيرا فإن الملائكة يؤمنون على ما تقولون. فلما مات أبو سلمة أتيت النبي، صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله إن أبا سلمة قد مات فكيف أقول؟ قال: قولي اللهم اغفر لي وله وأعقبني منه. قال أبو معاوية: عقبى حسنة. وقال عبيد الله: عقبى صالحة. قال قلت: فأعقبني الله خيرا منه، رسول الله، صلى الله عليه وسلم.