الأولياء فليس أحد منهم شاهد ولا غائب إلا سيرضاني. قال قالت: يا عمر قم فزوج رسول الله، قال رسول الله: أما إني لا أنقصك مما أعطيت أختك فلانة، رحيين وجرتين ووسادة من أدم حشوها ليف. قال: وكان رسول الله يأتيها فإذا جاء أخذت زينب فوضعتها في حجرها لترضعها، وكان رسول الله، صلى الله عليه وسلم، حييا كريما يستحيي فيرجع، فعل ذلك مرارا، ففطن عمار بن ياسر لما تصنع، قال فأقبل ذات يوم وجاء عمار، وكان أخاها لأمها، فدخل عليها فانتشطها من حجرها وقال: دعي هذه المقبوحة المشقوحة التي آذيت بها رسول الله. فدخل فجعل يقلب بصره في البيت يقول: أين زناب؟ ما فعلت زناب؟ قالت: جاء عمار فذهب بها. قال فبنى رسول الله بأهله ثم قال: إن شئت أن أسبع لك سبعت للنساء.
أخبرنا عبد الله بن نمير، حدثنا أبو حيان التيمي عن حبيب بن أبي ثابت قال: قالت أم سلمة: لما انقضت عدتي من أبي سلمة أتاني رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فكلمني بيني وبينه حجاب فخطب إلي نفسي فقلت: أي رسول الله وما تريد إلي، ما أقول هذا إلا رغبة لك عن نفسي، إني امرأة قد أدبر مني سني وإني أم أيتام وأنا امرأة شديدة الغيرة وأنت يا رسول الله تجمع النساء. فقال رسول الله: فلا يمنعك ذلك، أما ما ذكرت من غيرتك فيذهبها الله، وأما ما ذكرت من سنك فأنا أكبر منك سنا، وأما ما ذكرت من أيتامك فعلى الله وعلى رسوله. فأذنت له في نفسي فتزوجني، فلما كانت ليلة واعدنا البناء قمت من النهار إلى رحاي وثفالي فوضعتهما وقمت إلى فضلة شعير لأهلي فطحنتها وفضلة من شحم فعصدتها لرسول الله، فلما أتانا رسول الله قدم إليه الطعام فأصاب منه، وبات تلك الليلة، فلما أصبح قال: قد أصبح بك على أهلك كرامة ولك عندهم منزلة فإن أحببت أن تكون ليلتك هذه ويومك هذا كان، وإن أحببت أن أسبع لك سبعت، وإن سبعت لك سبعت لصواحبك، قالت: يا رسول الله افعل ما أحببت.