للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أخبرنا عفان بن مسلم وعمرو بن عاصم الكلابي قالا: حدثنا سليمان بن المغيرة عن ثابت عن أنس بن مالك قال: لما انقضت عدة زينب بنت جحش قال: رسول الله، صلى الله عليه وسلم، لزيد بن حارثة: ما أجد أحدا آمن عندي أو أوثق في نفسي منك، ائت إلى زينب فاخطبها علي قال: فانطلق زيد فأتاها وهي تخمر عجينها. فلما رأيتها عظمت في صدري فلم أستطع أن أنظر إليها حين عرفت أن رسول الله قد ذكرها، فوليتها ظهري ونكصت على عقبي وقلت: يا زينب أبشري، إن رسول الله يذكرك. قالت: ما أنا بصانعة شيئا حتى أؤامر ربي. فقامت إلى مسجدها. ونزل القرآن: فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها؛ قال فجاء رسول الله فدخل عليها بغير إذن.

أخبرنا سعيد بن منصور، حدثنا محمد بن عيسى العبدي عن ثابت البناني قال: قلت لأنس بن مالك: كم خدمت رسول الله، صلى الله عليه وسلم؟ قال: عشر سنين فلم يغير علي في شيء أسأت ولا أحسنت. قلت: فأخبرني بأعجب شيء رأيت منه في هذه العشر سنين ما هو؟ قال: لما تزوج رسول الله، صلى الله عليه وسلم، زينب بنت جحش وكانت تحت مولاه زيد بن حارثة قالت أم سليم: يا أنس إن رسول الله أصبح اليوم عروسا وما أرى عنده من غداء، فهلم تلك العكة. فناولتها فعملت له حيسا من عجوة في تور من فخار قدر ما يكفيه وصاحبته وقالت: اذهب به إليه. فدخلت عليه وذلك قبل أن تنزل آية الحجاب، فقال: ضعه. فوضعته بينه وبين الجدار، فقال لي: ادع أبا بكر وعمر وعثمان وعليا. وذكر ناسا من أصحابه سماهم. فجعلت أعجب من كثرة من أمرني أن أدعوه وقلة الطعام، إنما هو طعام يسير وكرهت أن أعصيه، فدعوتهم فقال: انظر من كان في المسجد فادعه. فجعلت آتي الرجل وهو يصلي أو هو نائم فأقول: أجب رسول الله فإنه أصبح اليوم عروسا؛ حتى امتلأ البيت، فقال لي: هل بقي

<<  <  ج: ص:  >  >>