أخبرنا محمد بن عمر، حدثنا عبد الله بن عمر عن يحيى بن سعيد عن القاسم بن محمد قال: قالت: زينب بنت جحش حين حضرتها الوفاة: إني قد أعددت كفني ولعل عمر سيبعث إلي بكفن، فإذا بعث بكفن فتصدقوا بأحدهما، إن استطعتم إذا دليتموني أن تصدقوا بحقوي فافعلوا.
أخبرنا محمد بن عمر، حدثني أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة عن يزيد بن عبد الله بن الهاد عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي قال: أوصت زينب بنت جحش أن تحمل على سرير رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ويجعل عليه نعش. وقبل ذلك حمل عليه أبو بكر الصديق. وكانت المرأة إذا ماتت حملت عليه حتى كان مروان بن الحكم فمنع أن يحمل عليه إلا الرجل الشريف. وفرق سررا في المدينة عليها الموتى.
أخبرنا محمد بن عمر، حدثنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة عن أبي موسى عن بن كعب أن زينب أوصت أن لا تتبع بنار، وحفر لها بالبقيع عند دار عقيل فيما بين دار عقيل ودار ابن الحنفية، ونقل اللبن من السمينة فوضع عند القبر، وكان يوما صائفا.
أخبرنا يزيد بن هارون وعبد الوهاب بن عطاء عن محمد بن عمرو قال: حدثني يزيد بن خصيفة عن عبد الله بن رافع عن برزة بنت رافع قالت: لما خرج العطاء أرسل عمر إلى زينب بنت جحش بالذي لها، فلما أدخل عليها قالت: غفر الله لعمر، غيري من أخواتي كان أقوى على قسم هذا مني. قالوا: هذا كله لك. قالت: سبحان الله! واستترت منه بثوب وقالت: صبوه واطرحوا عليه ثوبا. ثم قالت لي: أدخلي يدك فاقبضي منه قبضة فاذهبي بها إلى بني فلان وبني فلان، من أهل رحمها وأيتامها، حتى بقيت بقية تحت الثوب، فقالت لها برزة بنت رافع: غفر الله لك يا أم المؤمنين! والله لقد كان لنا في هذا حق. فقالت: فلكم ما تحت الثوب. فوجدنا تحته خمسة وثمانين درهما. ثم رفعت يدها إلى السماء فقالت: