أخبرنا معن بن عيسى، حدثنا هشام بن سعد عن زيد بن أسلم أن نبي، الله صلى الله عليه وسلم، في الوجع الذي توفي فيه اجتمع إليه نساؤه، فقالت صفية بنت حيي: أما والله يا نبي الله لوددت أن الذي بك بي. فغمزنها أزواج النبي، صلى الله عليه وسلم، وأبصرهن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فقال: مضمضن. فيقلن: من أي شيء يا نبي الله؟ قال: من تغامزكن بصاحبتكن، والله إنها لصادقة.
أخبرنا مالك بن إسماعيل والحسن بن موسى قالا: حدثنا زهير قال: حدثنا كنانة قال: كنت أقود بصفية لترد عن عثمان فلقيها الأشتر فضرب وجه بغلتها حتى مالت فقالت: ردوني لا يفضحني هذا، قال الحسن في حديثه: ثم وضعت خشبا من منزلها ومنزل عثمان تنقل عليه الماء والطعام.
أخبرنا عارم بن الفضل، حدثنا حماد بن زيد عن يحيى بن سعيد أن صفية أوصت لقرابة لها من اليهود.
أخبرنا سعيد بن عامر وهشام أبو الوليد الطيالسي عن شعبة عن حصين بن عبد الرحمن قال: رأيت شيخا فقالوا: هذا وارث صفية بنت حيي، فأسلم بعدما ماتت فلم يرثها.
قال محمد بن عمر: وماتت صفية بنت حيي سنة خمسين في خلافة معاوية بن أبي سفيان.
أخبرنا محمد بن عمر، حدثني هارون بن محمد بن سالم مولى خويطب بن عبد العزى عن أبيه عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال: ورثت صفية مائة ألف درهم بقيمة أرض وعرض فأوصت لابن أختها، وهو يهودي، بثلثها. قال أبو سلمة: فأبوا يعطونه حتى كلمت عائشة زوج النبي، صلى الله عليه وسلم، فأرسلت إليهم: اتقوا الله وأعطوه وصيته. فأخذ ثلثها وهو ثلاثة وثلاثون ألف درهم ونيف. وكانت لها دار تصدقت بها في حياتها.