أنس قال: جاء أبو طلحة يخطب أم سليم فقالت: إنه لا ينبغي لي أن أتزوج مشركا، أما تعلم يا أبا طلحة أن آلهتكم التي تعبدون ينحتها عبد آل فلان النجار وأنكم لو شعلتم فيها نارا لاحترقت؟ قال فانصرف عنها وقد وقع في قلبه من ذلك موقعا. قال وجعل لا يجيئها يوما إلا قالت: له ذلك. قال فأتاها يوما فقال: الذي عرضت علي قد قبلت. قال فما كان لها مهر إلا إسلام أبي طلحة.
أخبرنا عفان بن مسلم، حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت أن أم سليم قالت: يا أبا طلحة ألست تعلم أن إلهك الذي تعبد إنما هو شجرة تنبت من الأرض وإنما نجرها حبشي بني فلان؟ قال: بلى. قالت: أما تستحيي تسجد لخشبة تنبت من الأرض نجرها حبشي بني فلان؟ قالت: فهل لك أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وأزوجك نفسي لا أريد منك صداقا غيره؟ قال لها: دعيني حتى أنظر. قالت فذهب فنظر ثم جاء فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله. قالت: يا أنس قم فزوج أبا طلحة.
أخبرنا مسلم بن إبراهيم، أخبرنا المثنى بن سعيد، حدثنا قتادة عن أنس بن مالك قال: كان النبي، صلى الله عليه وسلم، يزور أم سليم أحيانا فتدركه الصلاة فيصلي على بساط لنا وهو حصير ينضحه بالماء.
أخبرنا مسلم بن إبراهيم، أخبرنا ربعي بن عبد الله بن الجارود الهذلي قال: حدثني الجارود قال: حدثني أنس بن مالك أن النبي، صلى الله عليه وسلم، كان يزور أمه أم سليم فتتحفه بالشيء تصنعه له. قال أنس: وأخ لي أصغر مني يكنى أبا عمير، فزارنا النبي، صلى الله عليه وسلم، ذات يوم فقال: يا أم سليم ما شأني أرى أبا عمير ابنك خاثر النفس؟ فقالت يا نبي الله ماتت صعوة له كان يلعب بها. قال فجعل النبي يمسح برأسه ويقول: يا أبا عمير ما فعل النغير.