أنس أن النبي، صلى الله عليه وسلم، لما أراد أن يحلق رأسه بمنى أخذ أبو طلحة شق شعره فحلق الحجام فجاء به إلى أم سليم، فكانت أم سليم تجعله في سكها. قالت أم سليم: وكان، صلى الله عليه وسلم، يجيء يقيل عندي على نطع، وكان معراقا. قالت فجاء ذات يوم فجعلت أسلت العرق فأجعله في قارورة لي، فاستيقظ النبي، صلى الله عليه وسلم، فقال: ما تجعلين يا أم سليم؟ فقالت: باقي عرقك أريد أن أدوف به طيبي.
أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري، حدثنا حميد عن أنس أن النبي، صلى الله عليه وسلم، دخل على أم سليم فأتته بتمر وسمن فقال: أعيدوا سمنكم في سقائكم وتمركم في وعائكم فإني صائم. ثم قام في ناحية البيت فصلى صلاة غير مكتوبة فدعا لأم سليم ولأهل بيتها، فقالت أم سليم: يا رسول الله إن لي خويصة. قال: ما هي؟ قالت: خادمك أنس. فما ترك خير آخرة ولا دنيا إلا دعا لي به. ثم قال: اللهم ارزقه مالا وولدا وبارك له، فإني لمن أكثر الأنصار مالا. وحدثتني ابنتي أمينة أنه قد دفن لصلبي إلى مقدم الحجاج البصرة تسعا وعشرين ومائة.
أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري، حدثني حميد عن أنس قال: بعثت أم سليم إلى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، معي بمكتل من رطب فلم أجده في بيته وإذا هو عند مولى له خياط أو غيره يعالج صنعة له، قد صنع له ثريدة بلحم وقرع، فدعاني، فلما رأيته يعجبه القرع جعلت أدنيه منه، فلما رجع إلى منزله وضعت المكتل بين يديه فجعل يأكل منه ويقسم حتى أتى على آخره.
أخبرنا عفان بن مسلم، حدثنا همام، حدثنا قتادة عن أنس أن أم سليم بعثت معه بقناع فيه رطب إلى النبي، صلى الله عليه وسلم. قال فقبض قبضة فبعث بها إلى بعض أزواجه ثم أكل أكل رجل تعلم أنه يشتهيه.
أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري، حدثنا حميد عن أنس قال: