قال: أبو عبد الله محمد بن سعد: والثبت على الحديث الأول أن حمزة قتل عتبة، وأن عليا قتل الوليد، وأن عبيدة بارز شيبة.
أخبرنا حجين بن المثنى وقتيبة بن سعيد قالا: أخبرنا الليث بن سعد عن خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن يزيد بن رومان: أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، لم يكن معه يوم بدر إلا فرسان، فرس عليه المقداد بن عمرو حليف الأسود خال رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وفرس لمرثد بن أبي مرثد الغنوي حليف حمزة بن عبد المطلب، وكان مع المشركين يومئذ مائة فرس، قال قتيبة في حديثه: كانت ثلاثة أفراس فرس عليه الزبير بن العوام.
أخبرنا سليمان بن حرب، أخبرنا حماد بن زيد عن أيوب عن عكرمة: أن النبي، صلى الله عليه وسلم، بعث عدي بن أبي الزغباء وبسبس بن عمرو طليعة، يوم بدر، فأتيا الماء فسألا عن أبي سفيان فأخبرا بمكانه، فرجعا إلى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فقالا: يا رسول الله نزل ماء كذا يوم كذا، وننزل نحن ماء كذا يوم كذا، وينزل هو ماء كذا يوم كذا، وننزل نحن ماء كذا يوم كذا حتى نلتقي نحن وهو على الماء، قال: فجاء أبو سفيان حتى نزل ذلك الماء فسأل القوم: هل رأيتم من أحد؟ قالوا: لا إلا رجلين، قال: أروني مناخ ركابهما، قال: فأروه، قال: فأخذ البعر ففته فإذا فيه النوى فقال: نواضح يثرب والله! قال: فأخذ ساحل البحر فكتب إلى أهل مكة يخبرهم بمسير النبي، صلى الله عليه وسلم.
أخبرنا سليمان بن حرب، أخبرنا حماد بن زيد عن أيوب عن عكرمة قال: إستشار رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يومئذ الناس، فقال: سعد بن عبادة أو سعد بن معاذ: يا رسول الله سر إذ شئت وأنزل حيث شئت وحارب من شئت وسالم من شئت، فوالذي بعثك بالحق لو ضربت أكبادها حتى تبلغ برك الغماد من ذي يمن تبعناك ما تخلف عنك منا أحد! قال: وقال لهم يومئذ عتبة بن ربيعة: ارجعوا بوجوهكم هذه التي كأنها المصابيح عن هؤلاء