الذين كأن وجوههم الحيات، فوالله لا تقتلونهم حتى يقتلوا منكم مثلهم فما خيركم بعد هذا؟ قال: وكانوا يأكلون يومئذ تمرا، فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: ابتدروا جنة عرضها السماوات والأرض، قال: وعمير بن الحمام في ناحية بيده تمر يأكله فقال: بخ بخ! فقال له النبي، صلى الله عليه وسلم: مه! قال: لن تعجز عني، ثم قال: لا أزيد عليكن حتى ألحق بالله، فجعل يأكل ثم قال: هيه حبستني! ثم قذف ما في يده وقام إلى سيفه وهو معلق ملفوف بخرق، فأخذه ثم تقدم فقاتل حتى قتل، وكانوا يومئذ يميدون من النعاس ونزلوا على كثيب أهيل، قال: فمطرت السماء فصار مثل الصفا يسعون عليه سعيا، وأنزل الله، جل ثناؤه: إذ يغشيكم النعاس أمنة منه وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به ويذهب عنكم رجز الشيطان وليربط على قلوبكم ويثبت به الأقدام.
قال: وقال عمر لما نزلت «سيهزم الجمع ويولون الدبر» قال: قلت وأي جمع يهزم ومن يغلب؟ فلما كان يوم بدر نظرت إلى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يثب في الدرع وثبا وهو يقول: سيهزم الجمع ويولون الدبر، فعلمت أن الله، تبارك وتعالى، سيهزمهم.
أخبرنا سليمان بن حرب، أخبرنا حماد بن زيد عن أيوب عن عكرمة قال: ونزلت هذه الآية: واذكروا إذ أنتم قليل مستضعفون في الأرض؛ قال: نزلت في يوم بدر. قال: ونزلت هذه الآية: إذا لقيتم الذين كفروا زحفا فلا تولوهم الأدبار؛ قال: نزلت في يوم بدر. قال: ونزلت هذه الآية: يسألونك عن الأنفال، يوم بدر.
أخبرنا سليمان بن حرب، أخبرنا حماد بن زيد، أخبرنا أيوب ويزيد بن حازم: أنهما سمعا عكرمة يقرأ: فثبتوا الذين آمنوا، قال حماد: وزاد أيوب قال: قال عكرمة: فاضربوا فوق الأعناق، قال: كان يومئذ