الحميري عن عطاء بن يسار قال: وحدثنا محمد بن سعيد الثقفي عن يعلى ابن عطاء عن وكيع بن عدس عن عمه أبي رزين العقيلي قال: وحدثنا سعيد بن مسلم عن عبد الله بن كثير عن مجاهد عن ابن عباس، دخل حديث بعضهم في حديث بعض، قالوا: كان النجاشي قد وجه أرياط أبا أصحم في أربعة آلاف إلى اليمن فأداخها وغلب عليها فأعطى الملوك واستذل الفقراء، فقام رجل من الحبشة يقال له أبرهة الأشرم أبو يكسوم فدعا إلى طاعته فأجابوه: فقتل أرياط وغلب على اليمن، فرأى الناس يتجهزون أيام الموسم للحج إلى بيت الله الحرام، فسأل: أين يذهب الناس؟ فقال: يحجون إلى بيت الله بمكة، قال: مم هو؟ قالوا: من حجارة، قال: وما كسوته؟ قالوا: ما يأتي من ههنا، الوصائل، قال: والمسيح لأبنين لكم خيراً منه! فبنى لهم بيتاً عمله بالرخام الأبيض والأحمر والأصفر والأسود وحلاه بالذهب والفضة، وحفه بالجوهر، وجعل له أبواباً عليها صفائح الذهب، ومسامير الذهب، وفصل بينها بالجوهر، وجعل فيها ياقوتة حمراء عظيمة وجعل له حجاباً، وكان يوقد فيه بالمندلي، ويلطخ جدره بالمسك فيسود حتى يغيب الجوهر، وأمر الناس فحجوه، فحجه كثير من قبائل العرب سنين، ومكث فيه رجال يتعبدون ويتألهون ونسكوا له، وكان نفيل الخثعمي يورض له ما يكره، فأمهل، فلما كان ليلة من الليالي لم ير أحداً يتحرك فقام فجاء بعذرةٍ فلطخ بها قبلته وجمع جيفاً فألقاها فيه، فأخبر أبرهة بذلك فغضب غضباً شديداً وقال: إنما فعلت هذا العرب غضباً لبيتهم، لأنقضنه حجراً حجراً! وكتب إلى النجاشي يخبره بذلك ويسأله أن يبعث اليه بفيله محمود، وكان فيلاً لم ير مثله في الأرض عظماً وجسماً وقوة، فبعث به إليه، فلما قدم عليه الفيل سار أبرهة بالناس ومعه ملك حمير ونفيل بن حبيب الخثعمي، فلما دنا من الحرم أمر أصحابه بالغارة على نعم الناس، فأصابوا إبلاً لعبد المطلب، وكان نفيل صديقاً لعبد المطلب