للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

فِي (١) اللَّيْلِ». قَالَ: فَكَانَ (٢) بَعْدُ لَا يَنَامُ مِن اللَّيْلِ إِلَّا قَلِيلًا. [خ¦٣٧٣٨]

٤١٦ - حَدَّثَنَا (٣) عَبَّاسُ بنُ الْحُسَيْنِ، أَخْبَرَنَا مُبَشِّرٌ، عَن الْأَوْزَاعِيِّ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ مُقَاتِلٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، أَخْبَرَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بنُ أَبِي كَثِيرٍ، حَدَّثَنِي أَبُو (٤) سَلَمَةَ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدُ اللهِ بنُ عَمْرِو (٥) بنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ: «لَا تَكُنْ مِثْلَ فُلَانٍ، كَانَ يَقُومُ اللَّيْلَ فَتَرَكَ قِيَامَ اللَّيْلِ». [خ¦١١٥٢]

قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ:

بَابُ تَحْرِيضِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ فَاطِمَةَ وَعَلِيًّا لَيْلَةً لِلصَّلَاةِ

٤١٧ - حَدَّثَنَا ابنُ سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ، عَن ابنِ شِهَابٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ، أَنَّ أَبَاهُ الحُسَيْنَ بنَ عَلِيٍّ أَخْبَرَهُ، أَنَّ عَلِيَّ بنَ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أَخْبَرَهُ (٦) : أنَّ رسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ طَرَقَهُ وَفَاطِمَةَ بِنْتَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ، فَقَالَ: «أَلَا تُصَلُّونَ؟» فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّمَا أَنْفُسُنَا بِيَدِ اللهِ تَعَالَى، فَإِذَا شَاءَ أَنْ يَبْعَثَنَا بَعَثَنَا. فَانْصَرَفَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ حِينَ قُلْتُ لَهُ ذَلِكَ، وَلَمْ يَرْجِعْ شَيْئًا، فَسَمِعْتُهُ وَهُوَ يَضْرِبُ فَخِذَهُ وَيَقُولُ: {وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا} [الكهف:٥٤]. [خ¦١١٢٧]

٤١٨ - وَعَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ إِذَا قَامَ مِن اللَّيْلِ لِلتَهَجُّدِ يَشُوصُ فاه بالسِّوَاكِ (٧). [خ¦٢٤٥]

٤١٩ - وَعَنْ كُرَيْبٍ، مَوْلَى ابنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، عَن ابنِ عَبَّاسٍ: أَنَّهُ بَاتَ لَيلَةً عِندَ مَيمُونَةَ أُمِّ المُؤمِنِينَ، وَهِيَ خَالَتَهُ (٨). قَالَ (٩) : فَاضْطَجَعْتُ فِي (١٠) عَرْضِ الْوِسَادَةِ وَاضْطَجَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ فِي طُولِهَا وَأَهْلُهُ (١١)، فَنَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ، حَتَّى إِذَا انْتَصَفَ اللَّيْلُ - أَوْ قَبْلَهُ بِقَلِيلٍ أَوْ بَعْدَهُ بِقَلِيلٍ - اسْتَيْقَظَ فَجَلَسَ (١٢) يَمْسَحُ النَّوْمَ عَنْ وَجْهِهِ بِيَدِهِ، ثُمَّ قَرَأَ الْعَشْرَ الْآيَاتِ الْخَوَاتِيمَ مِنْ سُورَةِ آلِ عِمْرَانَ، ثُمَّ قَامَ إِلَى شَنٍّ مُعَلَّقَةٍ فَتَوَضَّأَ مِنْهَا فَأَحْسَنَ وضوؤه، ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى.

قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِي الله


(١) في (ح) و (د) : «مِنَ» بدل «فِي».
(٢) في (ح) و (د) : «وَكَانَ».
(٣) في هامش الأصل: «باب ما يكره من ترك قيام الليل».
(٤) من أول الإسناد إلى هنا مثبت من هامش الأصل، وهو ليس في (ح) و (د)، ويبتدأ من: «وَعَنْ أَبِي سَلَمَةَ».
(٥) في (ح) قصاصة: «حاشية من شرح مسلم: قوله: (لك الحمد أنت نور السموات والأرض) قيل: معناه منور السموات والأرض أي خالق نورهما، قال أبو عبيد: بنورك يهتدي أهل السموات والأرض، وحكي عن مجاهد وابن عباس: معناه مدبر شمسهما وقمرهما ونجومهما، وقال أبو القاسم القشيري: هو منور الآفاق بالنجوم والأنوار ومنور القلوب بالدلائل، وقيل: المراد بنور السموات والأرض هنا القرآن، وقيل: محمد عليه السلام، وروي عن ابن عباس: معناه هادي أهل السموات والأرض.
وقوله: (أنت قيام السموات والأرض) في أسمائه قيامًا وقيوم، وقد قرئ بهما قيام فيعال، وقيوم فيعول، من القيام بالأمور على المبالغة وقائم أيضًا، وقد جاء في القرآن وقيم أيضًا، قال الهروي: ويقال في هذا قوام أيضًا، وقد جاء عند رواة الموطأ من شيوخنا قيام، قيل: أما قيام وقوام فجمع، قال ابن عباس: القيوم الذي لا يزول، قال غيره: القائم على كل شيء ومعناه مدبر أمر الخلق، فمعنى هذا على القول الأول راجع إلى صفة البقاء والدوام، وعلى الثاني راجع إلى معنى الحفظ والتدبير، قال الله تعالى: (أَفَمَن هُوَ قَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَت) [الرعد:٣٣]، وقال: (وَلَا يَؤُدُهُ حِفْظُهُمَا) [البقرة:٢٥٥] وهذان المعنيان صحيحان في تفسير الآية والحديث، وفي حديث مسلم: (أنت رب السموات والأرض) للرب ثلاثة معان: السيد المطاع والمالك والمصلح، لكن إذا كان بمعنى السيد المطاع فقد قال بعضهم: إنه لا يقع إلا على من يعقل، ولا يصلح هذا التأويل إلا أن يجعل العالمين في قوله رب العالمين على الجن والإنس، وإلى هذا نجا أبو سليمان إذا قال: لا يصح أن يقال سيد الجبال والشجر، قال القاضي عياض: لا معنى لهذا والكل له طائع منيب، قال الله تعالى: (قَالَتَا أَتَينَا طَائِعِينَ) [فصلت:١١]. وقوله: (أنت الحق) الحق من أسماء الله تعالى، قيل معناه: المتحقق وجوده وكل شيء صح كونه ووجوده فهو حق، ومنه الحاقة: أي الكائنة حقا بغير شك. ومنه قوله بعد هذا: (لقائك حق والجنة حق والنار حق) وقد يحتمل أن يكون المراد بهذا أن الخبر عنه حق أي صدق، وقيل: يكون بمعنى محق الحق، وقيل: معناه أنت الحق دون غيرك ممن يدعي المشركون إلاهيته، كما قال تعالى: (ذَلكَ بِأَنَّ اللهَ هُو الحَقُ وأنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ البَاطِل) [لقمان:٣٠]. ويعود هذا المعنى إلى أن القول بأنك إله حق، أي صدق وفي غيرك باطل وكذب، وقوله: (ووعدك حق) يحتمل إلى أنه راجع إلى ما جاء بعده، وقوله: (ولقاؤك حق والجنة)».
(٦) في (ح) و (د) يبدأ من: «وَعَن عَلِي أن رسول الله...»، وليس فيهما التبويب ولا الإسناد.
(٧) وقع في الأصل هنا عبارة: «أَنَّهُ بَاتَ لَيْلَةً عِنْدَ مَيْمُونَةَ أُمِّ المُؤْمِنِينَ رَضِي اللهُ عَنْهَا» بدل فاه، وهو سبق نظر من الناسخ، وإنما هي من الحديث التالي.
(٨) قوله: «أَنَّهُ بَاتَ لَيلَةً عِندَ مَيمُونَةَ أُمِّ المُؤمِنِينَ وَهِيَ خَالَتَهُ»، وقعت في الأصل في أثناء الحديث السابق خطأ.
(٩) في (ح) : «قَالَتْ».
(١٠) قوله: «في» ليس في (د).
(١١) في (ح) و (د) : «وَأَهْلهُ فِي طُولِهَا».
(١٢) في (ح) : «فَاسْتَيقَظَ رسُولُ الله صلى الله عليه وسلم فَجَعَلَ» بدل «اسْتَيْقَظَ فَجَلَسَ»، وفي (د) : «فاستيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعل».

<<  <   >  >>