للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

قالتْ: كانتِ (١) الحُمْسُ همُ الذينَ أنزلَ اللهُ عزَّ وجلَّ فيهم (٢) : {ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ} [البقرة:١٩٩]. قالَ: كَانَ النَّاسُ يُفِيضُونَ مِنْ عَرَفَاتٍ، وَكَانَتِ الْحُمْسُ تُفيضُ مِنَ المزْدَلِفَةِ، يقولونَ: لَا نُفِيضُ (٣) إِلَّا مِن الحَرَمِ. فَلَمَّا نَزَلَ (٤) : {أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ} [البقرة:١٩٩] فدفعوا (٥) إِلَى عَرَفَاتٍ. [خ¦١٦٦٥]

٧٧٦ - وعنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَتِ (٦) العَرَبُ تَطُوفُ بِالبَيْتِ عُرَاةً إِلَّا الحُمْسَ، وَالحُمْسُ: قُرَيْشٌ، وَمَا وَلَدَتْ قريشٌ: بنو كِنَانةَ، وخُزَاعةَ، وبنو (٧) عامرِ بنِ صَعْصَعةَ، فكانوا (٨) حُمسًا؛ لأنَّ قريشًا ولدتْهم، وكَانُوا يَطُوفُونَ عُرَاةً، إِلَّا أَنْ تُعْطِيَهُمُ الحُمْسُ ثِيَابًا، يُعْطِي الرِّجَالُ الرِّجَالَ، وَالنِّسَاءُ النِّسَاءَ. وَكَانَتِ الحُمْسُ لَا يَخْرُجُونَ مِنَ المزْدَلِفَةِ، فكَانَ (٩) النَّاسُ كُلُّهُمْ يَبْلُغُونَ عَرَفَاتٍ. [خ¦١٦٦٥]

٧٧٧ - وعن عُروةَ قالَ: سُئل أسامةُ بن زيدٍ وهو إلى جنبي: كيف كان رسول الله صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ يَسِيرُ حِينَ دَفَعَ مِنْ عَرَفَةَ (١٠)؟ فقال: كَانَ يَسِيرُ العَنَقَ، فَإِذَا وَجَدَ فَجْوَةً (١١) نَصَّ. قال سفيان: والنَّصُّ: فَوْقَ الْعَنَقِ (١٢). [خ¦١٦٦٦]

٧٧٨ - وعن كُرَيبٍ - مولى عبد الله بن عَبَّاسٍ- عن أسامةَ بن زيدٍ قالَ: دَفَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ مِنْ عَرَفَةَ، حَتَّى إِذَا كَانَ بِالشِّعْبِ (١٣) نَزَلَ فَبَالَ، ثُمَّ تَوَضَّأَ وَلَمْ يُسْبِغِ الْوُضُوءَ، فَقُلْتُ لَهُ: الصَّلَاةَ يا رسول الله، قالَ: الصَّلَاةُ أَمَامَكَ. فَرَكِبَ، فَلَمَّا جَاءَ المزْدَلِفَةَ نَزَلَ فَتَوَضَّأَ، فَأَسْبَغَ (١٤) الوُضُوءَ، ثُمَّ أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ فَصَلَّى المغْرِبَ، ثُمَّ أَنَاخَ كُلُّ إِنْسَانٍ بَعِيرَهُ فِي مَنْزِلِهِ، ثُمَّ أُقِيمَتِ الْعِشَاءُ فَصَلَّى العشاء، وَلَمْ يُصَلِّ بَيْنَهُمَا شَيْئًا.

وفي رِوَايَةٍ أُخْرى: قَالَ أُسامةُ: ثُمَّ رَدِفَ الفَضْلُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ غَدَاةَ


(١) قوله: «كانت» ليس في (ح) و (د).
(٢) في (د) كتب: «في حقهم» ووضع فوقها علامة كتبها في الهامش وكتب تحتها: «فيهم» لتصح على ما هاهنا.
(٣) في (د) : «تفيض».
(٤) في (ح) و (د) : «فلما أنزل الله تعالى».
(٥) زاد في هامش في الأصل: «أيْ ذَهَبُوا»، وفي (ح) و (د) : «دفعوا».
(٦) في (د) و (ح) : «وكانت».
(٧) في (د) و (ح) : «وهو».
(٨) في (ح) و (د) : «وكانوا».
(٩) في (ح) و (د) : «وَكَانَ».
(١٠) في (ح) و (د) : «عرفات».
(١١) في هامش الأصل: «أي المتَّسَعَ منَ الأرْضِ».
(١٢) في هامش (ح) و (د) : «والعنق ضرب من السير بسرعة».
(١٣) في هامش الأصل: «الشِّعْبُ طريقٌ في الجبلِ».
(١٤) في (ح) و (د) : «وأسبغ».

<<  <   >  >>