للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

أَلَا تَرَى إِلَى (١) مَا صَنَعَتْ عَائِشَةُ؟ أَقَامَتْ بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ وَبِالنَّاسِ مَعَهُ، وَلَيْسُوا عَلَى مَاءٍ. وَلَيْسَ مَعَهُمْ مَاءٌ، فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ وَاضِعٌ رَأْسَهُ عَلَى فَخِذِي ثُمَّ نَامَ (٢)، فَقَالَ: حَبَسْتِ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ وَالنَّاسَ وَلَيْسُوا عَلَى مَاءٍ، وَلَيْسَ مَعَهُمْ مَاءٌ. قَالَتْ: فَعَاتَبَنِي أَبُو بَكْرٍ، وَقَالَ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَقُولَ، وَجَعَلَ يَطْعُنُ بِيَدِهِ فِي خَاصِرَتِي، فَلَا يَمْنَعُنِي مِنَ التَّحَرُّكِ إِلَّا مَكَانُ رَسُولِ اللهِ (٣) صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ عَلَى فَخِذِي. فَنَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ عَلَى فَخِذِي (٤) حَتَّى أَصْبَحَ عَلَى غَيْرِ مَاءٍ، فَأَنْزَلَ اللهُ تَعَالَى آيَةَ التَّيَمُّمِ: {فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا} [النساء:٤٣]. فَقَالَ (٥) أُسَيْدُ بنُ حُضَيْرِ (٦) - وَهُوَ أَحَدُ النُّقَبَاءِ -: مَا هِوَ بِأَوَّلِ بَرَكَتِكُمْ يَا آلَ أَبِي بَكْرٍ. فَقَالَتْ (٧) عَائِشَةُ: فَبَعَثْنَا الْبَعِيرَ الَّذِي كُنْتُ عَلَيْهِ، فَوَجَدْنَا الْعِقْدَ تَحْتَهُ. [خ¦٣٦٧٢]

١٥٤ - وعن عُروةَ، عن عائشةَ: أَنَّهَا اسْتَعَارَتْ مِنْ أَسْمَاءَ قِلَادَةً فَهَلَكَتْ.. الحديث. وقال في آخرِهِ: قَالَ أُسَيْدُ بنُ حُضَيْرٍ: جَزَاكِ اللهُ خَيْرًا، فَوَاللهِ مَا نَزَلَ بِكِ أَمْرٌ (٨) قَطُّ تَكْرَهِينَهُ، إِلَّا جَعَلَ اللهُ لَكِ وَلِلْمُسْلِمِينَ فِيهِ خَيْرًا. [خ¦٣٣٦]

١٥٥ - قال رَضِيَ اللهُ عَنْهُ (٩) : وعن يزيدَ الفقيرِ، عن جابر بن عبد اللهِ قالَ: قالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ: «أُعْطِيتُ خَمْسًا لَمْ يُعْطَهُنَّ أَحَدٌ قَبْلِي، كَانَ كُلُّ نَبِيٍّ يُبْعَثُ إِلَى قَوْمٍ (١٠) خَاصَّةً، وَبُعِثْتُ إِلَى كُلِّ أَحْمَرَ وَأَسْوَدَ (١١). وَأُحِلَّتْ لِيَ المَغَانِمَ (١٢)، وَلَمْ تُحَلَّ لِأَحَدٍ قَبْلِي، وَجُعِلَتْ لِيَ الْأَرْضُ طَيِّبَةً طَهُورًا وَمَسْجِدًا (١٣)، فَأَيُّمَا رَجُلٍ أَدْرَكَتْهُ


(١) قوله: «إلى» ليس في (د).
(٢) في (ح) و (د) : «نائم» بدل قوله: «ثم نام».
(٣) في (د) : «النبي».
(٤) قوله: «على فخذي» ليس في (د) و (ح).
(٥) في (ح) : «قال».
(٦) في (د) : «الحصين».
(٧) في (ح) و (د) : «قالت».
(٨) في (د) : «أمرا» بالنصب.
(٩) قوله: «قال رضي الله عنه» ليس في (ح)، ولا (د).
(١٠) في (ح) و (د) : «قومه».
(١١) جاء في هامش الأصل: «وفي رواية: بعثت إلى الناس عامة»، وجاء في هامش (ح) : «حاشية: قوله: (وَبُعِثْتُ إِلَى كُلِّ أَحْمَرَ وَأَسْوَدَ) : قيل: هم كافَّة الناس، كنَّى بالحمران: عن البيض من العجم، وبالسود: عن العرب، لغلبة الأدمة عليهم، وغيرهم من السودان، وقيل: الأسود: السودان، والحمر: من عداهم من العرب وغيرهم، وقيل: الأحمر: الأنس، والأسود: الجن».
(١٢) في (ح) و (د) : «الغنائم»، بدل «المغانم»، وجاء في هامش (ح) : «قوله: (أحلَّت لي الغنائم) : هو من خصائصه عليه السلام وكان مَن قبله لا تحلُّ له الغنائم، بل كانت تجمع ثم تأتي نار من السماء فتأكلها».
(١٣) جاء في هامش (ح) حاشية: «قوله: (وَجُعِلَتْ لِيَ الْأَرْضُ طَيِّبَةً طَهُورًا وَمَسْجِدًا) : قيل إنَّ مَن كان قبله صلَّى الله عليه من الأنبياء إنما أبيح لهم الصلاة في مواضع مخصوصة كالبيع والكنائس».

<<  <   >  >>