للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ ذَاتَ لَيْلَةٍ فِي مَسِيْرِهِ، فَقَالَ لِيْ: «مَعَكَ مَاءٌ؟» فَقُلْتُ: نَعَمْ. فَنَزَلَ عَنْ رَاحِلَتِهِ، ثُمَّ مَشَى حَتَّى تَوَارَى عَنِّي فِي سَوَادِ اللَّيْلِ، ثُمَّ جَاءَ، فَصَبَبْتُ عَلَيْهِ مِنَ الإِدَاوَةَ (١)، فَغَسَلَ وَجْهَهُ، وَعَلَيْهِ جُبَّةٌ صُوفٍ، فَذَهَبَ لِيُخْرِجَ ذِرَاعَيْهِ مِنْ كُمِّ الجُبَّةِ، فَلَمْ يَسْتَطِعْ مِنْ ضِيْقِهِمَا، فَأَخْرَجَهُمَا مِنْ أَسْفَلِ الجُبَّةِ، فَغَسَلَ ذِرَاعَيْهِ، ثُمَّ مَسَحَ بِرَأْسِهِ، ثُمَّ هَوَيْتُ (٢) لِأَنْزِعَ خُفَّيْهِ، فَقَالَ: «دَعْهُمَا؛ فَإِنِّي أَدْخَلْتُهُمَا طَاهِرَتَيْنِ» فَمَسَحَ عَلَيْهِمَا. [خ¦٢٠٦]

٩٢ - وعن عُروةَ بن الزُّبَيرِ، عن عائشةَ رَضِيَ اللهُ عَنْها زوجِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ: أَنَّ أَزْوَاجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ كُنَّ يَخْرُجْنَ بِاللَّيْلِ إِذَا تَبَرَّزْنَ إِلَى المَنَاصِعِ (٣) - وَهُوَ صَعِيدٌ - وَكَانَ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ يَقُولُ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ: احْجُبْ نِسَاءَكَ. وَلَمْ (٤) يَكُنْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ يَفْعَلُ. فَخَرَجَتْ سَوْدَةُ بِنْتُ زَمْعَةَ، زَوْجُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ، لَيْلَةً مِنَ اللَّيَالِي عِشَاءً، فَنَادَاهَا عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَقَالَ: أَلا قَدْ عَرَفْنَاكِ يَا سَوْدَةُ، حِرْصًا عَلَى أَنْ يَنْزِلَ الحِجَابُ. قالت عائشة رَضِيَ اللهُ عَنْها: فَأُنْزِلَ الحِجَابُ. [خ¦١٤٦]

٩٣ - وعن عبد العزيز بن صُهَيب، عن أنسِ بن مالك رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ الخَلَاءَ (٥) قَالَ: «أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الخُبُثِ (٦) وَالخَبَائِثِ (٧)». [خ¦١٤٢]

٩٤ - وعن عطاء بن يزيد اللَّيثي، عن أبي أيُّوبَ الأنصاري، أنَّ رسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ قالَ: «إِذَا أَتَيْتُمُ الغَائِطَ فَلَا تَسْتَقْبِلُوا القِبْلَةَ، بِغَائِطٍ أَوْ (٨) بَوْلٍ، وَلا تَسْتَدْبِرُوهَا، وَلَكِنْ شَرِّقُوا أَوْ غَرِّبُوا».

قَالَ أَبُو أَيُّوبَ: فَقَدِمْنَا الشَّامَ فَوَجَدْنَا مَرَاحِيضَ (٩) قَدْ بُنِيَتْ فَكَأَنَّهُ قَالَ: نَعُوْذُ بِاللهِ مِنْ رِجَالِ الجِنِّ وَالْإِنْسِ وَنِسَائِهِمْ (١٠) نَحْوَ القِبْلَةِ فَنَنْحَرِفُ (١١)،


(١) جاء في هامش الأصل: «الإداوة: للقربة الصغيرة...».
(٢) في (د) : «أهويت».
(٣) في هامش الأصل، حيث ذكر: «المناصع: مواضع خالية للحاجة، جمع منصع، كأنها خارج المدينة وهو الكنيف».
(٤) في (ح) و (د) : «فلم».
(٥) جاء في هامش (ح) : «حاشية: قوله: (إذا دخل الخلاء) يحتمل أن يريد معناه: إذا أراد دخول الخلاء، كما قال تعالى: {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ}، معناه إذا أردت».
(٦) جاء في هامش (ح) حاشية: «قوله: (الخُبُث) : بضم الباء جمع خبيث، والخبائث جمع خبيثة، يريد ذكور الشياطين وإناثهم، وعادة المحدِّثين يسكنون الباء، وغلَّطَهُم الخطَّابي، وصوَّب ذلك غيره، قال ابن الأعرابي: وأصل الخبث في كلام العرب المكروه، فإن كان من الكلام فهو الشتم، وإن كان من المِلَلْ فهو الكفر، وإن كان من الطعام فهو الحرام، وإن كان من الشراب فهو الضارّ».
(٧) جاء في هامش الأصل: «الخبث: جمع خبيث، الخبائث: جمع خبيثة».
(٨) في (ح) و (د) : «ولا».
(٩) جاء في هامش الأصل: «المراحيض: جمع مرحاض».
(١٠) من قوله: «فكأنه قال: فنعوذ بالله» إلى هنا ليس في (د) و (ح).
(١١) زاد في (د) : «عنها»، وجاء في هامش الأصل: «وفي رواية: فكنا ننحرف».

<<  <   >  >>