كتاب الصحيح من الأخبار المجتمع على صحته - مخطوط

كتاب الصوم - حديث: كان داود عليه السلام يصوم يوما - ص: 92

الدَّهْرِ كُلِّهِ». قَالَ: فَشَدَّدْتُ فَشُدِّدَ عَلَيَّ. قُلْتُ: إِنِّي أُطِيقُ غَيْرَ ذَلِكً. قَالَ: «فَصُمْ مِنْ كُلِّ جُمُعَةٍ ثَلَاثَةَ أَيّامٍ»، فَشَدَّدْتُ فَشُدِّدَ عَلَيَّ، ُقلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي أَجِدُ قُوَّةً. قَالَ: «فَصُمْ صِيَامَ نَبِيِّ اللهِ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَلَا تَزِدْ عَلَيْهِ». قُلْتُ: وَمَا صَوْمُ نَبِيِّ اللهِ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَام؟، قَالَ: «نِصْفَ الدَّهْرِ».

قَالَ: فَكَانَ (١) عَبْدُ اللهِ يَقُولُ بَعْدَ مَا (٢) أَدْرَكَهُ الْكَبِرُ: يَا لَيْتَنِي كُنْتُ قَبِلْتُ رُخْصَةَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ. [خ¦٣٤١٨]

٦٩٢ - وعن أبي العبَّاسِ الشَّاعرِ، عن عبد الله بن عمرٍو، قالَ: بَلَغَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ أَنِّي أَصُومُ وَأَسْرُدُ (٣) ... الحديثَ. وقال فيه: «كَانَ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَصُومُ يَوْمًا، وَيُفْطِرُ يَوْمًا، وَلَا يَفِرُّ إِذَا لَاقَى». قَالَ عَبْدُ اللهِ: مَنْ لِي بِهَذِهِ يَا نَبِيَّ (٤) اللهِ؟ قَالَ عَطَاءٌ: فَلَا أَدْرِي كَيْفَ ذَكَرَ صِيَامَ الْأَبَدِ. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ: «لَا صَامَ مَنْ صَامَ الْأَبَدَ، لَا صَامَ مَنْ صَامَ الْأَبَدَ (٥)».

وفي روايةِ أبي العَبَّاس الشاعر - أيضًا - قال عبد الله: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ: «لَا تَفْعَلْ، فَإِنَّكَ إِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ هَجَمَتْ عَيْنَاكَ (٦)، وَنَفهَتْ نَفْسُكَ (٧)». [خ¦٣٤١٩]

٦٩٣ - وعن عمرِو (٨) بن أوسٍ الثَّقَفِي، عن عبد الله بن عمرِو بن العاص، قالَ: قالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ: «أَحَبُّ الصِّيَامِ إِلَى اللهِ (٩) عَزَّ وَجَلَّ صِيَامُ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، كَانَ يَصُومُ يَوْمًا، وَيُفْطِرُ يَوْمًا، وَأَحَبُّ الصَّلَاةِ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ صَلَاةُ دَاوُدَ، كَانَ يَنَامُ نِصْفَ اللَّيْلِ، وَيَقُومُ (١٠) ثُلُثَهُ، وَيَنَامُ سُدُسَهُ». [خ¦٣٤٢٠]

٦٩٤ - وعن سَعيدِ بنِ جُبَيرٍ، عن ابن عبَّاسٍ قالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ يَصُومُ حَتَّى نَقُولَ: لَا (١١) يُفْطِرُ، وَيُفْطِرُ حَتَّى نَقُولَ: لَا يَصُومُ، وَمَا صَامَ شَهْرًا كَامِلًا مُنْذُ قَدِمَ المَدِيْنَةَ إِلَّا رَمَضَانَ. [خ¦١٩٧٢]

٦٩٥ - وعن أبي سَلَمةَ بن عبد الرحمن، عن عائشةَ رَضِيَ اللهُ عَنْها زوجِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ

---

(١) في (ح) و (د) : «وكان» بدل «فكان».
(٢) في (د) : «عندما».
(٣) في هامش الأصل: «أَسْرُدْ: أي أُتابع».
(٤) في (د) : «رسول».
(٥) في (ح) و (د) : غير مكرر «لَا صَامَ مَنْ صَامَ الْأَبَدَ».
في هامش (ح) : «قوله: (لا صام من صام الأبد) قال مالك: يحتمل أن يكون ذلك على وجه الدعاء، ويحتمل أن تكون لا بمعنى لم، كما قال (فلا صدق ولا صلى) [القيامة:٣١] والأشبه عندنا في التأويل أن تكون محمولة على أنه لم يضربه ذلك، ألا تراه قال: (فإنك إذا فعلت ذلك هجمت عيناك ونقهت نفسك)».
(٦) في هامش الأصل: «هجمت عيناك: أي غارت عيناك، وغارتا: أي دخلتا».
(٧) في هامش الأصل: «نفهت: أي أعيت وكلت»، وفي هامش (ح) : «معنى: (نفهت نفسك) قال أبو عبيدة وأبو عمرو: بمعنى أعيت وكلت، يقال للمعيي منقه، قال غيرهما: وهو الناقه أيضًا، وجمعه نقهٌ، قال أبو عمر: (هجمت عيناك) أي غارتا ودخلتا، قال أبو عبيد: ومن هذا قيل: هجمت على القوم إذا دخلت عليهم بغير إذنهم، وقد هجم عليهم النعس: إذا سقط عليهم».
(٨) في هامش الأصل: «باب أحب الصيام».
(٩) في هامش (ح) : «معنى قوله: (أحب الصيام إلى الله) أي أكثره ثوابًا وأعظمه أجرًا».
(١٠) في (د) زيادة: «منه».
(١١) في (د) : «ما».