للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

عَنْهُمَا: فَقُمْتُ فَصَنَعْتُ مِثْلَ مَا صَنَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ، ثُمَّ ذَهَبْتُ فَقُمْتُ إِلَى جَنْبِهِ فَوَضَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ يَدَهُ الْيُمْنَى عَلَى رَأْسِي، وَأَخَذَ بِأُذُنِي الْيُمْنَى فَفَتَلَهَا، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ أَوْتَرَ، ثُمَّ اضْطَجَعَ، حَتَّى جَاءَ الْمُؤَذِّنُ، فَقَامَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ، ثُمَّ خَرَجَ فَصَلَّى الصُّبْحَ. [خ¦٩٩٢]

٤٢٠ - وَعَنْ طاوسٍ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ إِذَا قَامَ مِنْ (١) اللَّيْلِ يَتَهَجَّدُ، قَالَ: «اللَّهمَّ لَكَ الْحَمْدُ، أَنْتَ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ وَلَكَ الْحَمْدُ، وَأَنْتَ (٢) قَيَّامُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ. وَلَكَ الْحَمْدُ، وَأَنْتَ (٣) مَلِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ (٤)، أَنْتَ الْحَقُّ، وَوَعْدُكَ الْحَقُّ، وَقَوْلُكَ الحَقٌّ، وَلِقَاؤُكَ حَقٌّ، وَالْجَنَّةُ حَقٌّ، وَالنَّارُ حَقٌّ، وَالسَّاعَةُ حَقٌّ، وَالنَّبِيُّونَ حَقٌّ، وَمُحَمَّدٌ حَقٌّ. اللَّهمَّ لَكَ أَسْلَمْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وَإِلَيْكَ أَنَبْتُ (٥)، وَبِكَ خَاصَمْتُ، وَإِلَيْكَ حَاكَمْتُ، فَاغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ، وَمَا أَخَّرْتُ، وَمَا أَسْرَرْتُ، وَمَا أَعْلَنْتُ، وَأَنْتَ (٦) الْمُقَدِّمُ، وَأَنْتَ الْمُؤَخِّرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلا بِكَ». [خ¦١١٢٠]

٤٢١ - قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ (٧) : وَعَنْ أَبِي سَلَمَةَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّهُ سَأَلَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْها: كَيْفَ كَانَتْ صَلَاةُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ فِي رَمَضَانَ؟ قَالَتْ (٨) : مَا كَانَ يَزِيدُ فِي رَمَضَانَ وَلَا فِي غَيْرِهِ عَلَى إِحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً، يُصَلِّي أَرْبَعًا، فَلَا تَسْأَلْ عَنْ حُسْنِهِنَّ وَطُولِهِنَّ،


(١) ليس في (ح) و (د) : «مِنَ».
(٢) في (ح) و (د) : «أنت» بدون الواو.
(٣) في (ح) و (د) : «أنت» بدون الواو. وفي هامش (ح) : «حقٌّ والنّار حقٌّ فهو من وعد الله تعالى، قال الله تعالى: (إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ) [فاطر:٥]. ويكون هنا بمعنى كائنٌ ولازمٌ، ويصح أن يكون بمعنى أنَّ الخبر عنه صدقٌ، وقد يحتمل أن يكون الوعد هنا ما وعد به أولياءه من الثّواب وحسن الجزاء، وأعداءه من العقاب والشقاء، كما قال: (جَنَّاتِ عَدْنٍ الّتَي وَعَدَ الرَّحْمَنُ عِبَادَهُ) [مريم:٦١] ويكون حقٌّ بمعنى صدقٌ، كما قال: (إِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيّا) [مريم:٦١].
وقيل قوله: (ولقاؤك حق) : يعني الموت، ويحتمل أنَّه البعث، قوله: (اللهم لك أسلمت) : أي استسلمت وانقدت لأمرك ونهيك، (وبك آمنت) : أي صدّقت، وجاء هنا التّفريق بين الإيمان والإسلام. وقوله: (وإليك أنبت) : أي أطعت ورجعت إلى عبادتك، والإقبال على ما يقرّب إليك، والإنابة الرجوع، وقيل: إليك رجعت في أمري، بمعنى: توكّلت واستعنت، وقوله: (وبك خاصمت) : أي بما أتيتني من الحجج والبراهين، خاصمت من عاندك وكفر بك وخاصم فيك بلسان أو سيف، وقوله: (وإليك حاكمت) : أي كل من أبى قبول الحقّ إليك أحاكمهم بالحجج والسّيف دون غيرك ممّن كانت تتحاكم إليه الجاهلية من الكهّان والأصنام والنّيران والشّياطين، لا أرضى إلا بحكمك، ولا أتوكّل إلا عليك، كما قال تعالى: {رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا بِالحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الفَاتِحِينَ} [مريم:٦] و {أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِيمَا كَانُوا فِيْهِ يَخْتَلِفُونَ} [الزمر:٤٦] وقوله: {فَاغْفِرْ لِيْ مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ} : يحتمل فيما مضى، ويحتمل فيما مضى ويأتي، ودعا النّبيّ بمثل هذا من المغفرة وشبهه مع إعلام الله تعالى أنّه مغفورٌ له، ومع ما قدّمناه وصحّحناه من أصحّ القولين بعصمته من جميع الذّنوب على طريق الإشفاق والاعتراف والاستسلام وخوف المكر {إِنَّهُ لَا يَأمَنُ مَكْرَ اللهِ إِلَا القَومُ الخَاسِرُونَ} [الأعراف:٩٩]. ولتقتدي به أمّته ويشتدّ اشفاقهم بحسب حالهم من حاله ومقامهم من مقامه».
(٤) زاد في الأصل هنا: «بِصَلَاحٍ أُرِيْدُهُ، وَبَابُ خَلْقِ الخَلْقِ وَمَا بِيَدِهِ» وهي عبارة دخيلة على لفظ الحديث.
(٥) في (د) : «أنيب».
(٦) في (ح) و (د) : «أنت» بدون الواو.
(٧) ليس في (ح) و (د) : «قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ».
(٨) في (ح) و (د) : «فَقَالَت».

<<  <   >  >>