للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

الصِّديق رَضِيَ اللهُ عَنْهُما يَسْأَلْنَهُ مِيرَاثَهُنَّ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ، فقَالَتْ لَهُنَّ عَائِشَةُ: أَلَيْسَ قَدْ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ: «لا نُورَثُ، مَا تَرَكْنَا (١) صَدَقَةٌ؟». [خ¦٤٠٣٥]

١١٥١ - قال رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: قال الشيخُ أبو بكرٍ رَحِمَهُ اللهُ: حدَّثنا أبو حامدِ بنُ الشَّرْقيِّ، ومَكِّي بن عَبْدَانَ، قالا: حدَّثنا محمد بن يحيى، قالَ: حدَّثنا عبد الرَّزَّاقِ بن هَمَّام، قالَ: أخبرنا معمر، عن الزُّهْري، عَنْ (٢) عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْها: أَنَّ فَاطِمَةَ وَالعَبَّاسَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُما أَتَيَا أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُم يَلْتَمِسَانِ مِيرَاثَهُمَا مِن النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ، وَهُمَا حِينَئِذٍ يَطْلُبَانِ أَرْضَه مِنْ فَدَكَ، وَسَهْمَهُ مِنْ خيبر. فقال لَهُمَا أَبُو بَكْرٍ: إني سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ يَقُولُ: «لا نُورَثُ، مَا تَرَكْنَا (٣) صَدَقَةٌ، إِنَّمَا يَأكُلُ آلُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ في هَذَا المَالِ». وإنِّي وَاللهِ لا أَدَعُ أَمْرًا رَأَيْتُ رَسُولَ الله صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ يَصْنَعُهُ فِيهِ إِلا صَنَعْتُ (٤). قَالَ: فَهَجَرَتْهُ فَاطِمَةُ، ولَمْ تُكَلِّمْهُ في ذلك حَتَّى مَاتَتْ، فدفنَها عليٌّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ليلًا، ولم يُؤذِنْ بها أَبَا (٥) بَكْرٍ. وكان لعليٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَجْهٌ مِنَ النَّاسِ حياةَ فاطمة رَضِيَ اللهُ عَنْها، فلمَّا تُوفِّيَتْ فاطمةُ انصَرَفَتْ وجوهُ الناسِ عن عليٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فمَكَثَتْ فاطمةُ رَضِيَ اللهُ عَنْها سِتَّةَ أشهرٍ ثم تُوفِّيَتْ.

فقال رجلٌ للزُّهري: فلم يُبايعْهُ عليٌّ سِتَّةَ أشهرٍ؟ قالَ: لا، ولا أحدٌ مِنْ بَني هَاشِمٍ، حَتَّى بايعَهُ عليٌّ. فلمَّا رَأَى ذلك ضَرَعَ (٦) إلى مُصالَحةِ أبي بكر رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فأَرْسَلَ إلى أبي بكرٍ: ائْتِنَا ولا تَأْتِنَا معكَ بأَحَدٍ. فَكَرِهَ أن يأتيَهُ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ لما عَلِمَ


(١) في (ح) و (د) : «تركناه فهو».
(٢) من قوله: «قال رضي الله عنه: قال الشيخ أبو بكر رحمَه الله: حدَّثنا أبو حامد بن الشَّرْقي، ومَكِّي بن عَبْدَانَ» إلى هنا ليس في (ح) و (د)، وفي (ح) و (د) : «وعن».
(٣) في (ح) : «تركناه».
(٤) في (ح) و (د) : «يصنعه إلا صنعته».
(٥) في (د) : «أبي».
(٦) جاء في هامش الأصل: «ضرع: اضطر».

<<  <   >  >>