للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

عَبْدَانَ، قالا: حدَّثنا محمد بن يحيى، قالَ: حدَّثنا عبد الرَّزَّاقِ، قالَ: أخبرنا مَعْمَرٌ (١)، عن الزُّهْري قال (٢) : أخبرني عروةُ، عن عائشةَ رَضِيَ اللهُ عَنْها قالتْ: أَوَّلُ مَا بُدِئَ بِهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ مِن الْوَحْيِ الرُّؤْيَا الصَّادِقَةُ (٣) فِي النَّوْمِ، فَكَانَ (٤) لَا يَرَى رُؤْيَا إِلَّا جَاءَ (٥) مِثْلَ فَلَقِ الصُّبْحِ، ثُمَّ حُبِّبَ إِلَيْهِ الخَلَاءُ، فَكَانَ (٦) يَأْتِي حِرَاءً فَيَتَحَنَّثُ فِيهِ - وَهُوَ التَّعَبُّدُ - اللَّيَالِيَ ذَوَاتِ الْعَدَدِ، وَيَتَزَوَّدُ لِذَلِكَ، ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى خَدِيجَةَ فَتُزَوِّدُهُ بِمِثْلِهَا (٧)، حَتَّى فَجِئَهُ الْحَقُّ وَهُوَ فِي غَارِ حِرَاءٍ، فَجَاءَهُ الْمَلَكُ فَقَالَ: اقْرَأْ، فَقَالَ رَسُولٌ اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ: «فَقُلْتُ لَهُ: مَا أَنَا بِقَارِئٍ. فَقَالَ (٨) : فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي (٩) حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الْجُهْدُ ثُمَّ أَرْسَلَنِي فَقَالَ: اقْرَأْ، فَقُلْتُ: مَا أَنَا بِقَارِئٍ. فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّانِيَةَ حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الْجَهْدُ ثُمَّ أَرْسَلَنِي فَقَالَ: اقْرَأْ، فَقُلْتُ: مَا أَنَا بِقَارِئٍ. فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّالِثَةَ حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الْجَهْدُ ثُمَّ أَرْسَلَنِي فَقَالَ: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} حَتَّى بَلَغَ {مَا لَمْ يَعْلَمْ} [العلق:١ - ٥]» فَرَجَعَ بِهَا تَرْجُفُ بَوَادِرُهُ (١٠)، حَتَّى دَخَلَ عَلَى خَدِيجَةَ فَقَالَ: «زَمِّلُونِي زَمِّلُونِي»، حَتَّى ذَهَبَ عَنْهُ الرَّوْعُ، فَقَالَ: «يَا خَدِيجَةُ، مَا لِي»، فَأَخْبَرَهَا (١١) الْخَبَرَ، وَقَالَ: «قَدْ خَشِيتُ عَلَيَّ»، فَقَالَتْ لَهُ خَدِيجَةُ: كَلَّا، أَبْشِرْ، فَوَاللهِ لَا يُخْزِيكَ اللهُ أَبَدًا، إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وَتَصْدُقُ الْحَدِيثَ، وَتَحْمِلُ الْكَلَّ، وَتَقْرِي الضَّيْفَ، وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ. ثُمَّ انْطَلَقَتْ بِهِ خَدِيجَةُ حَتَّى أَتَتْ بِهِ وَرَقَةَ بنَ نَوْفَلِ بنِ أَسَدِ بنِ عَبْدِ الْعُزَّى بنِ قُصَيٍّ، وَهُوَ ابْنُ عَمِّ خَدِيجَةَ أَخِي (١٢) أَبِيهَا، وَكَانَ امْرَأً قَدْ تَنَصَّرَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَكَانَ يَكْتُبُ الْكِتَابَ الْعَرَبِيَّ (١٣)، فَكْتَبَ بِالْعَرَبِيَّةِ (١٤) مِن الْإِنْجِيلِ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَكْتُبَ، وَكَانَ شَيْخًا كَبِيرًا قَدْ عَمِيَ، فَقَالَتْ لَهُ خَدِيجَةُ: يَا ابْنَ عَمِّ. اسْمَعْ مِن ابنِ أَخِيكَ، فَقَالَ (١٥)


(١) من أول الإسناد إلى هنا ليس في (ح) و (د).
(٢) قوله: «قال» ليس في (ح) و (د).
(٣) في (ح) و (د) : «الصالحة».
(٤) في (ح) و (د) : «وكان».
(٥) في (ح) و (د) : «جاءت».
(٦) في (ح) و (د) : «وكان».
(٧) في (ح) و (د) : «فيتزود لمثلها».
(٨) في (ح) و (د) : «قال».
(٩) جاء في هامش الأصل: «غطَّ: أي ضغط».
(١٠) جاء في هامش الأصل: «البوادر: اللحمان الذين حول العنق...».
(١١) في (ح) و (د) : «وأخبرها».
(١٢) في (ح) و (د) : «أخو».
(١٣) في (ح) و (د) : «العبراني».
(١٤) في (ح) و (د) : «فكتب بالعبرانية».
(١٥) في (ح) و (د) زيادة: «له».

<<  <   >  >>