إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا، أما بعد:
فإن من أكبر أسباب هلاك ابن آدم ومحادته لربه وخالقه تسلط عدو الله إبليس عليه، ومكره الذي توعد به هذا المخلوق، كما قال الله تعالى عنه: ﴿قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ (١٦) ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ﴾ [الأعراف: ١٦ - ١٧].
وقد كان من دأب العلماء والوعاظ التحذير من مكائد إبليس وصنوف غروره، وكان أول ما ألف بهذا الشمول كتاب "تلبيس إبليس" للإمام ابن الجوزي ﵀ المتوفى ٥٩٧ هـ، ولما اعترى طبعاته المختلفة من نقص وتحريف حرصنا على تحقيقه ودراسته في أطروحتنا للدكتوراه.
وهذه الطبعة في أصلها أطروحتان لنيل درجة الدكتوراه في العقيدة والمذاهب المعاصرة:
الأطروحة الأولى: أ. د. أحمد بن عثمان المزيد، وتبدأ من أول الكتاب إلى "فصل في ذكر أحاديث تبين خطأهم في أفعالهم" من الباب العاشر (ص ٥٢٧).
والأطروحة الثانية: أ. د. علي بن عمر السحيباني، تبدأ من "ذكر تلبيس إبليس على الصوفية في الرقص والسماع والوجد" من الباب العاشر، إلى الباب الثالث عشر نهاية الكتاب.