للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المتهافتة بكون امتزاج الطبائع واجتماعها دليلًا على أنها مقهورة، كما استدل على عجز الطبيعة عن الخلق، بكون هذا الأخير في منتهى الدقة التي لا تصدر إلا عن حكيم خبير، وهم قد سلّموا بأن الطبيعة ليست حية ولا عالمة ولا قادرة.

٤ - الثنوية (١):

ذكر مختلف آرائهم الناتجة عن شبهة أن الشيئين المتضادين لا يمكن أن يصدرا من أصل واحد، فقالوا بالأصلَيْنِ! وقد ردّ عليهم بدليل التمانع الذي يستحيل معه وجود إلهين.

٥ - الفلاسفة وتابعوهم (٢):

فبيَّن آفتهم وهي: الاعتماد على العقول، ودعوى الاستغناء عن الأنبياء، ثم فَصَّل القول في مختلف آرائهم، ودخل معهم في مناقشات، وردّ على أكثر ما أورده من مقالاتهم، وأعرض عن بعضها لتهافتها في نفسها.

وممن ردّ عليهم ابن الجوزي في هذا الباب: أتباع الفلاسفة ممن انتسب إلى الإسلام لكن رفض شرعه، وأهمل الصلاة، ولابس المحظورات، حتى صار اليهود والنصارى أعذر منهم؛ لأنهم متمسكون بشرائع دلت عليها معجزات، وصار المبتدعة في الدين أعذر منهم؛ لأنهم يدّعون النظر في الأدلّة، أما أولئك المتفلسفة فلا مستند لكفرهم إلا اغترارهم بحكمة الفلاسفة، وختم كلامه بذكر ما آل إليه حال أولئك المتفلسفة من تحيّر وتخبط وشكّ.


(١) انظر: (ص ١٧٠).
(٢) انظر: (ص ١٧٤).

<<  <   >  >>