(٢) وهذا كان أعظم أصلٍ بني عليه دين الجاهلية، كما قال تعالى: ﴿وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ (٢٣) قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكُمْ بِأَهْدَى مِمَّا وَجَدْتُمْ عَلَيْهِ آبَاءَكُمْ﴾ [الزخرف: ٢٣ - ٢٤]. قال العلّامة الألوسي: (أهل الجاهلية كانوا في ربقة التقليد، لا يحكّمون لهم رأيًا، ولا يشغلون فكرًا، فلذلك تاهوا في أودية الجهالة، وهكذا كل من سلك مسلكهم في أي عصرٍ كان). وقال: (لو كانت لهم أعينٌ يبصرون بها، وآذان يسمعون بها لعرفوا الحق بدليله، وانقادوا لليقين من غير تعليله، وهكذا أخلافهم وورّاثهم، قد تشابهت قلوبهم). المسائل التي خالف فيها رسول الله الجاهلية (٦٢، ٦٥). وانظر الكتاب نفسه (تحقيق السعيد) (١/ ١٥٨ - ١٧٧، ١٩٠ - ١٩١).