للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يتنفل بالنهار ويجهر بالقراءة، فقلت له: إن الجهر بالنهار مكروه! فقال لي: أنا أطرد النوم عني بالجهر! فقلت له: إن السنن لا تترك لأجل سهرك، ومتى غلبك النوم فنم؛ فإن للنفس عليك حقًّا (١).

أخبرنا حمد بن منصور الهمذاني، قال: أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل بن الحسن الحسني قال: نا أبو سعد عبد الرحمن بن حمدان النّصروييّ قال: نا أبو الحسن السراج، قال: نا محمد بن عبد الله الحضرمي مُطيَّن، قال: نا أبو بلال الأشعري، قال: نا يزيد بن يوسف الدمشقي، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن بُرَيدة، قال: قال رسول الله : "من جهر بالقراءة بالنهار فارجموه بالبعر" (٢).

[فصل]

وقد لبَّس إبليس على جماعة من المتعبدين، فأكثروا من صلاة الليل، وفيهم من يسهره كله، ويفرح بقيام الليل وصلاة الضحى أكثر مما يفرح بأداء الفرائض، ثم يقع قبيل الفجر فتفوته الفريضة، أو يقوم فيتهيأ لها فتفوته الجماعة، أو يصبح كَسْلَانَ فلا يقدر على الكسب لعائلته.

قال المصنف: ولقد رأيت شيخًا من المتعبدين يقال له: حسن القزويني، يمشي كثيرًا من النهار في جامع المنصور، فسألت عن سبب مشيه فقيل لي: لئلا ينام، فقلت: هذا جهل بمقتضى الشرع والعقل (٣):


(١) ذكر هذه القصّة المُؤلِّف في صيد الخاطر (ص ٣٠٨).
(٢) أخرجه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (٣/ ١٧١، ١٧٢، رقم ١٢٤٢)، ورواه الخطيب في "تاريخه" (١٤/ ٣٣٤)، وفي إسناده يزيد بن يوسف الدمشقي، ضعفه ابن حجر، وقال غيره: متروك كما في "الميزان" (٤/ ٤٤٢).
(٣) ذكر هذه القصّة المؤلِّف في صيد الخاطر (ص ٣٠٨).

<<  <   >  >>