للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

• ومنهم من يحث على الزهد وقيام الليل، ولا يبين للعامة المقصود (١)، فربما تاب الرجل منهم وانقطع إلى زاوية، أو خرج إلى جبل فبقيت عائلته لا شيء لهم (٢).

• ومنهم من يتكلم في الرجاء والطمع من غير أن يمزج ذلك بما يوجب الخوف والحذر (٣)، فيزيد الناس جرأة على المعاصي، ثم يقوي ما ذكر بميله إلى الدنيا من المراكب الفارهة والملابس الفاخرة، فيفسد القلوب بقوله وفعله (٤).

[فصل]

وقد يكون الواعظ صادقًا قاصدًا للنصيحة، إلا أن منهم من تتربَّى الرئاسة في قلبه مع الزمان فيحب أن يُعظَّم، وعلامته أنه إذا ظهر واعظٌ ينوب عنه أو يعينه على الخلق [أكبر] (٥) ذلك، ولو صح قصده لم يكره من يعينه على خلائق الخلائق.

[فصل]

ومن القُصَّاص من يختلط في مجلسه الرجال والنساء، ويُرى النساء يكثرْن الصياح وجدًا على زعمهن، فلا ينكر ذلك جمعًا للقلوب عليه (٦).


(١) وهو: أن المذموم هو فضول الدنيا الشاغلة عن الآخرة، كما أن أداء الواجبات مقدّم من كل وجه على نوافل العبادات. انظر: كتاب القصاص والمذكِّرين للمصنِّف (ص ٣٢٥).
(٢) انظر: كتاب القصّاص والمذكرين (ص ٣٢٥).
(٣) أما إذا لاحظ غلبة الطمع على القلوب، وقوة الرجاء وضعف الخوف، فليكن ميله إلى المخوّفات أكثر. انظر: كتاب القصّاص والمذكرين (ص ٣٦٥).
(٤) قال المصنِّف في "كتاب القصاص" (ص ٣٥٩): (ينبغي للواعظ أن يتجافى عن الدنيا، وأن يقنع بالوسط من اللباس، فإن المريض إذا رأى الطبيب يحتمي كان له أنفع من أن يصف له الحمية).
(٥) في "أ": (كره).
(٦) انظر: كتاب القصاص والمذكرين (ص ٢٩٥)، قوت القلوب للمكي (٢/ ٢١). فالواجب على القاصّ أو الواعظ إذا حضر مجلسَه نسوةٌ، أن يضرب بينهن وبين الرجال حجابًا، وأن يعظهن ويخوّفهن من تضييع حق الزوج، والتفريط في الصلاة، وينهاهنّ عن التبرج. انظر: كتاب القصاص والمذكّرين (ص ٣٦٧).

<<  <   >  >>