للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

سرعة انحدارها! ولما ركب الهوى في هاروت وماروت لم يستمسكا (١)، فإذا رأت الملائكة مؤمنا قد مات على الإيمان تعجبت من سلامته:

فأخبرنا محمد بن أبي منصور قال: أخبرنا جعفر بن أحمد، قال: أخبرنا الحسن بن علي التميمي، قال: نا أبو بكر بن حمدان، قال: نا عبد الله بن أحمد قال: حدثني سريج قال: نا عنبسة بن عبد الواحد، عن مالك بن مغول، عن عبد العزيز بن رفيع قال: إذا عرج بروح المؤمن إلى السماء قالت الملائكة: سبحان الذي نجى هذا العبد من الشيطان، يا ويحه كيف نجا (٢)!

[ذكر الإعلام بأن مع كل إنسان شيطانا]

أخبرنا ابن الحصين الشيباني، قال أخبرنا أبو علي بن المذهب قال: أنا أبو بكر بن حمدان، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثني أبي، قال: نا هارون، قال: نا عبد الله بن وهب، قال: أخبرني أبو صخر عن ابن قُسَيْط، أنه حدثه أن عروة بن الزبير حدثه، أن عائشة حدثته أن رسول الله خرج من عندها ليلا قالت: فغرت عليه. قالت: فجاء فرأى ما أصنع، فقال: "مالك يا عائشة أغرت"؟ فقلت: وما لي لا يغار مثلي على مثلك؟ فقال رسول الله : "أفأخذك شيطانك"؟ قلت: يا


(١) هذا بناء على الحديث الطويل الذي يُروى في ذلك. وملخصه أن الله تعالى أهبط اثنين من ملائكته إلى الأرض، هما هاروت وماروت، وابتلاهما بامرأة من أحسن البشر، فافتتنا بها، وعصيا الله فيها. وهذا الحديث أخرجه الإمام أحمد في مسنده (٢/ ١٣٤)، وأخرجه عبد الرزاق في تفسيره (١/ ٥٣ - ٥٤)، وقد رجّح ابن كثير في تفسيره (١/ ١٤٢ - ١٤٣)، وتاريخه (١/ ٣٣) أن الحديث من قصص كعب الأحبار الإسرائيلية، وقال عن طريق عبد الرزاق السابق: هذا أصح وأثبت. وأن من رفعه فقد أخطأ ووهم، وأن الذين رووه من قصص كعب الأحبار أحفظ وأوثق ممن رووه مرفوعًا. وقال الألباني في ضعيفته (١/ ٢٠٤): باطل مرفوعًا.
(٢) أخرجه عبد الله بن أحمد في زوائده على الزهد (ص ٢١٠). وتحرف فيه (سريج) إلى (شريح)، و (عنبسة بن عبد الواحد) إلى (عيينة عن عبد الواحد) ..

<<  <   >  >>