للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

في المناسك ما ليس منها، فرأيت جماعة يصطنعون في إحرامهم، فيكشفون عن كتف واحدة ويبقون في الشمس أيامًا فتنكشط جلودهم، وتنتفخ رءوسهم، ويتزينون بين الناس بذلك.

وفي أفراد البخاري من حديث ابن عباس: أن النبي رأى رجلًا يطوف بالكعبة بزمام؛ فقطعه (١)، وفي لفظ: رأى إنسانًا يقود إنسانًا بخزامة في أنفه؛ فقطعها بيده، ثم أمره أن يقوده بيده (٢).

قال المصنف: وهذا الحديث يتضمن النهي عن الابتداع في الدين وإن قصدتَ بذلك الطاعة.

[فصل]

وقد لبس على أقوام يدعون التوكل، فخرجوا بلا زاد، وظنوا أن هذا هو التوكل، وهم على غاية الخطأ!

قال رجل للإمام أحمد بن حنبل: أريد أن أخرج إلى مكة على التوكل بغير زاد.

فقال له أحمد: فاخرج في غير القافلة. قال: لا، إلا معهم، قال: فعلى جرب الناس توكلت (٣)!

[ذكر تلبيس إبليس على الغزاة]

قد لبس على خلق كثير فخرجوا إلى الجهاد ونيتهم المباهاة والرياء، ليقال: فلان غازٍ، وربما كان المقصود أن يقال: شجاع، أو كان طلب الغنيمة، وإنما الأعمال بالنيات.


(١) أخرجه البخاري (٣/ ٤٨٣ رقم ١٦٢١)، و (١١/ ٥٨٦ رقم ٦٧٠٢).
(٢) أخرجه البخاري (٣/ ٤٨٢ رقم ١٦٢٠)، و (١١/ ٥٨٦ رقم ٦٧٠٣)، وأبو داود (٣/ ٦٠١ رقم ٣٣٠٢)، والنسائي (٥/ ٢٢١، ٢٢٢)، وأحمد (١/ ٣٦٤)، والحاكم في المستدرك (١/ ٤٦٠).
(٣) لم أقف عليه.

<<  <   >  >>