للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[فصل]

• ومنهُم مَن يقولُ: سأَتوبُ وأَصْلُحُ.

وكم ساكَنَ الأملَ مِن أَبلَهَ، فاخْتَطَفَهُ الموتُ قبلَهُ! وليس مِن الحزمِ تعجيلُ الخطأ وانتظارُ الصوابِ، وربَّما لم تتهيَّأ التوبةُ، وربما لم تَصِحَّ، وربما لم تُقْبَلَ، ثم لو قُبِلَتْ بَقِيَ الحياءُ مِن الجنايةِ أَبدًا، فمَرارةُ خاطِرِ المعصيةِ حتى تَذْهَبَ أَسهَلُ مِن مُعاناةِ التوبةِ حتى تُقْبَلَ.

[فصل]

• ومنهُم مَن يتوبُ، ثم ينقُضُ، فيَلجُ عليهِ إِبليسُ بالمكائِدِ؛ لعلمِهِ بضَعْفِ عَزْمِهِ.

أخبرنا عبد الوهاب الأنماطي، قال: أنا أبو الحسين بن عبد الجبار، قال: أخبرنا الحسين بن علي الطناجيري، قال: أنا عبيد الله بن عثمان، قال: أنا علي بن محمد المصري، قال: أنا يوسف بن يزيد القراطيسي، قال: أنا نعيم بن حماد، قال: أنا المبارك بن فضالة (١) عنِ الحَسَنِ أَنَّهُ قالَ: إِذا نظرَ إِليكَ الشيطانُ، فرآكَ مداومًا على طاعةِ الله تعالى فبغاكَ وبغاكَ (٢)، فراَك مداومًا في طاعة الله؛ مَلَّكَ ورَفَضَكَ، إِذا كنت مرَّةً هكذا ومرَّةً هكذا طمِعَ فيكَ (٣).

[فصل]

• ومن تلبيسِهِ عليهِمْ أَنْ يكونَ لأحدِهِمْ نسبٌ، فيغترّ بنسبِه، فهذا يقول: أَنا مِن أَولادِ أَبي بكرٍ، وهذا يقولُ: أَنا مِن أَولادِ عليٍّ، وهذا يقولُ: أَنا قريبُ النسبِ من فُلانٍ العالمِ أَو مِن فُلانٍ الزاهِد.


(١) جاء في (أ): أخبرنا ابن المبارك عن فضالة وصوابه كما في الزهد لابن المبارك: ابن المبارك عن المبارك ابن فضالة عن الحسن فسقط من سند المؤلف ابن المبارك وفي نسخة (أ) سقط [المبارك] وقال: عن فضالة وهو المبارك بن فضالة.
(٢) جاء في (م) و (ت): فنعاكَ ونعاكَ. وهو مخالف لما في مصادر الخبر.
(٣) أخرجه ابن المبارك في الزهد ص ٧ رقم (٢٠).

<<  <   >  >>