للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

للحس، ثم نحن نعلم أن الذهب والياقوت يقبلان الفساد، وقد يبقيان سنين ولا يحس نقصانهما، وإنما الإيجاد والإعدام بإرادة القادر، والقادر لا يتغير في نفسه، ولا تحدث له صفة، وإنما يتغير الفعل بإرادة قديمة (١).

[فصل]

وقد حكى أبو محمد الحسن بن موسى النُّوبَخْتي في كتاب (الآراء والديانات) أن سقراط كان يزعم أن أصول الأشياء ثلاثة: علة فاعلة (٢)، والعنصر (٣)، والصورة (٤). قال: والله ﷿ هو العقل، والعنصر هو الموضوع الأول للكون والفساد،


(١) انظر هذا الرد في تهافت الفلاسفة للغزالي (ص ٨٣ - ٨٤).
الواجب في صفات الأفعال التي تقوم بالله تعالى كالكلام والاستواء والنزول والخلق … تعليقها بمشيئة الله تعالى. فالله تعالى إذا شاء خلق، وإذا شاء لم يخلق، وإذا شاء أفنى، وإذا شاء لم يُفن. ولا يزال المولى جل وعلا ولم يزل مريدًا، فما أراده الله تعالى كان، وما لم يُرده لم يكن. أما كون المراد المفعول كائنًا بإرادة قديمة أو حادثة، فهذا مما تنازع الناس فيه. وخلاصته ما قرره شيخ الإسلام ابن تيمية بقوله: (بتقدير أن يكون الباري لم يزل مريدًا لأن يفعل شيئًا بعد شيء، يكون كل ما سواه حادثًا كائنًا بعد أن لم يكن، وتكون الإرادة قديمة، بمعنى أن نوعها قديم، وإن كان كل من المحدثات مرادًا بإرادة حادثة). درء تعارض العقل والنقل (٩/ ١٢٩).
انظر: درء التعارض (٩/ ١٨٥، ٢٣٨)، منهاج السنة (١/ ٢٩٩)، مجموع الفتاوى (١٦/ ٢٣٨)، مقالات الإسلاميين (١/ ٢٤٤)، (٢/ ١٦٧ - ١٦٨)، الاقتصاد في الاعتقاد للغزالي (ص ٩١ - ٩٢)، أصول الدين للبغدادي (ص ٧٢).
(٢) علة فاعلة: هي ما يكون به الشيء. وهي غير داخلة في ماهيته، فيكون مؤثرًا في المعلول موجدًا له، كالنجار للسرير.
انظر: معيار العلم للغزالي (ص ٢٤٧)، تعريفات الجرجاني (ص ١٦٨)، التوقيف للمناوي (ص ٥٢٣).
(٣) العنصر: عرفه الكندي بأنه "طينة كل طينة"، وبهذا يكون هو المحل الذي باستحالته يقبل الصور. كما قال الغزالي.
رسائل الكندي الفلسفية (ص ١٦٦)، معيار العلم للغزالي (ص ٢٨٨)، وانظر: الحدود لابن سينا (ص ٥٦).
(٤) الصورة: هي هيئة الشيء، وشكله الذي يتصور به، وبها يتم الجسم.
انظر: مفاتيح العلوم (ص ٥٨)، معيار العلم (ص ٢٨٦)، تعريفات الجرجاني (ص ١٤٧)، الحدود لابن سينا (ص ٥٤). وانظر: الملل والنحل للشهرستاني (٢/ ٤٠٣).

<<  <   >  >>