للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أخبرنا ابن ناصر، قال: أبو عبد الله الحميدي، قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد الأردستاني، قال: نا أبو عبد الرحمن السلمي، قال: سمعت أبي، يقول: بلغني أن رجلًا قال للشبلي: قد ورد جماعة من أصحابك وهم في الجامع، فمضى فرأى عليهم المرقعات والفوط، فأنشأ يقول (١):

أما الخيامُ فإنها كخيامهم … وأرى نساء الحي غير نسائها (٢)

قال المصنف: قلت: واعلم أن هذه البهرجة في تشبه هؤلاء بأولئك لا تخفى إلا على غبي في الغاية! فأما أهل الفطنة فيعلمون أنه تنميس بارد، والأمر في ذلك على نحو قول الشاعر (٣):

تَشَبَّهَتْ حورُ الظباءِ بِهِمُ … إن سكنتْ فيكَ ولا مِثْلُ سكنْ

أصامتٌ بناطقٍ ونافرٌ … بآنسٍ وذو خلا بذي شجنْ

مُشْتَبِهٌ أعرِفُهُ وإنما … مغالطًا قلتُ لصحبي: دَارُ مَنْ

[فصل]

وأنا أكره لبس الفوط والمرقعات لأربعة أوجه:

° أحدها: أنه ليس من لباس السلف، وإنما كانوا يرقعون ضرورة.

° والثاني: أنه يتضمن ادعاء الفقر، وقد أُمر الإنسان أن يظهر نعمة الله عليه (٤).


(١) الأبيات في ديوان أبي بكر الشبلي (ص ١٥٨).
(٢) أورده ابن عساكر في تاريخ دمشق كما في مختصره لابن منظور (٢٨/ ١٨٥)، والسيوطي في الأمر بالاتباع (ص ٢٣٦).
(٣) الأبيات من شعر مهيار الديلمي -المتوفى سنة ٤٢٨ هـ- مع تقديم وتأخير، انظر ديوانه (٤/ ٤٧).
(٤) أخرجه أحمد في مسنده (٢/ ١٨٢)، وابن أبي الدنيا في الشكر (ص ٩٠ رقم ٥١)، والحاكم (٤/ ١٣٥)، قال الحاكم: صحيح الإسناد، ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي.

<<  <   >  >>