للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مقدار كل واحد منها نحو من أربع وتسعين مرة مثل الأرض (١)، والمشتري نحو من اثنتين وثمانين مرة مثل الأرض (٢)، والمريخ نحو من مرة ونصف مثل الأرض (٣)، قالوا: ومن كل موضع من أعلى الفلك إلى أن يعود إليه مائة ألف ألف فرسخ وستمائة ألف فرسخ وأربعة وستون فرسخا.

وقال بعضهم: الفلك حي، والسماء حيوان، وفي كل كوكب نفس (٤).

قال قدماء الفلاسفة (٥): والنجوم تفعل الخير والشر، وتعطي وتمنع على حسب طبائعها من السعود والنحس، وتؤثر في النفوس والأبدان، وإنها حية فعالة (٦).

[ذكر تلبيسه على جاحدى البعث]

قد لبَّس إبليس على خلق كثير فجحدوا البعث، واستهولوا الإعادة بعد البلاء، وأقام لهم شبهتين:


(١) كتلة أورانوس أكبر من كتلة الأرض بنحو خمسة عشر ضعفًا، أما نبتون فهو أكبر من كتلة الأرض قرابة سبع عشر مرة، وكتلة بلوتو أقل بـ ٣٣٣،٣ مرة من كتلة الأرض.
انظر: استكشافات ومقدمة في علم الفلك (ص ٣٧٠، ٣٧٥)، والمحيط الكوني وأسراره (ص ١١٨).
(٢) كتلة المشتري أكبر ثلاثمائة مرة من كتلة الأرض. انظر: استكشافات ومقدمة في علم الفلك (ص ٣٥١).
(٣) كتلة المريخ تقارب عُشر (١/ ١٠) كتلة الأرض. انظر: استكشافات ومقدمة في علم الفلك (ص ٣٢٤).
(٤) انظر: تهافت الفلاسفة للغزالي ١٧٣، تهافت التهافت لابن رشد ٢/ ٧٣٠.
(٥) انظر التمهيد للباقلاني ٦٩، الفِصل لابن حزم (٥/ ١٤٨ - ١٤٩).
(٦) هذا هو التنجيم الذي تقدَّم تعريفه (ص ٢١٨)، وفاعلُوه ومعتقدُوه -كما قال ابن حزم في الفِصل (٥/ ١٤٨) - كُفار مشركون حلالٌ دماؤهم وأموالهم بإجماع الأمة، قال رسول الله فيما يرويه عن ربِّه ﷿: " قال الله تعالى: أصبح من عبادي مؤمنٌ بي وكافر: فأما من قال: مُطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكواكب، وأما من قال مُطرنا بنوءِ كذا وكذا فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب .. ". رواه البخاري، في كتاب التوحيد (١٣/ ٤٦٦ برقم ٧٥٠٣)، ومسلم في كتاب الإيمان، باب كفر من قال مُطرنا بالنوء (١/ ٨٣ برقم ١٢٥).
وانظر: مجموع الفتاوى (٣٥/ ١٩٢)، مقدمة ابن خلدون (٣/ ١١٤٩)، فتح المجيد (٢٥٥)، التنجيم والمنجمون وحكمهم في الإسلام لعبد المجيد المشعبي (ص ٢٥٥) وما بعدها.

<<  <   >  >>