للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وخرب المساجد، وأحرق المصاحف، وفتك بالحاج، وسَنَّ لأصحابه سننًا، وأخبرهم بمحالات، وكان إذا قاتل يقول: قد وعدت النصر في هذه الساعة.

فلما مات بنوا على قبره قبة وجعلوا على رأسها طائرًا من جصٍّ، وقالوا: إذا طار هذا الطائر خرج أبو سعيد من قبره، وجعلوا عند القبر فرسًا وخلعة ثياب وسلاحًا (١)، وقد سول إبليس لهذه الجماعة أنه من مات وعلى قبره فرس حشر راكبًا، وإن لم يكن ثَمَّ فرسٌ حشر ماشيًا.

وكان أصحاب أبي سعيد يصلون عليه إذا ذكروه ولا يصلون على رسول الله ، فإذا سمعوا من يصلي على رسول الله يقولون: تأكل رزق أبي سعيد وتصلي على أبي القاسم!

وخَلَّفَ بعده ابنَه أبا طاهر ففعل مثل فعله، وهجم على الكعبة فأخذ ما فيها من الذخائر، وقلع الحجر الأسود فحمله إلى بلده، وأوهم الناس أنه الله ﷿.

° الاسم السابع: الخُرَّمِيَّة

وخُرَّم: لفظ أعجمي ينبئ عن الشيء المستلذ المستطاب الذي يرتاح الإنسان له، ومقصود هذا الاسم تسليط الناس على اتباع اللذات وطلب الشهوات كيف كانت، وَطَيِّ بساط التكليف وحط أعباء الشرع عن العباد، وقد كان هذا الاسم لقبًا للمَزْدَكية، وهم أهل الإباحة من المجوس (٢) الذين نبغوا في أيام قُبَاذ وأباحوا النساء المُحَرَّمات، وأحلوا كل محظور، فسمي هؤلاء بهذا الاسم لمشابهتهم إياهم في نهاية هذا المذهب وإن خالفوهم في مقدماته (٣).


(١) انظر: الجامع في أخبار القرامطة (١/ ٣٣٤).
(٢) انظر: تلبيس إبليس على المجوس (ص ٢٣٦).
(٣) انظر: فضائح الباطنية للغزالي (ص ١٤)، المنتظم للمصنِّف (١٢/ ٢٩٢)، القرامطة له (ص ٤٩ - ٥٠)، بيان مذهب الباطنية للديلمي (ص ٢٥)، الأنساب للسمعاني (ص ٥/ ١٠٤).

<<  <   >  >>