(٢) من القواعد المقررة في عقيدة أهل السنة، كما بيّنها شيخ الإسلام ابن تيمية: - أن من كانت الأسباب مقدورة له، وهو مأمور بها، فَعَلَها مع التوكل على الله. كما يؤدي الفرائض، وكما يجاهد العدو، ويحمل السلاح ويلبس لباس الحرب، ولا يكتفي في دفع العدو على مجرد توكله، بدون أن يفعل ما أُمر به من الجهاد. - أن من ظن أن التوكل يغني عن الأسباب المأمور بها، فهو ضال، ومن ترك الأسباب المأمور بها فهو عاجز مفرِّط مذموم. ولهذا كان جماع هذا الأمر: أن الله خلق الأمور بأسباب، فالالتفات إلى الأسباب -بالاعتماد عليها وحدها، ظنًا أنها تؤثر بنفسها- شرك في التوحيد. والإعراض عن الأسباب أن تكون أسبابًا في وجود مسبباتها، نقص في العقل، إذ لا يتصور -عقلًا- أن يوجد مسبب أي أثر من غير سبب، والإعراض =