للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قرينه من الجن" قالوا: وأنت يا رسول الله؟ قال: "وأنا، إلا أن الله أعانني عليه فأسلم، فليس يأمرني إلا بخير" (١). انفرد بإخراجه مسلم، وسالم هو: ابن أبي الجعد، واسم أبي الجعد: رافع، وظاهره إسلام الشيطان، ويحتمل القول الآخر (٢).

[بيان أن الشيطان يجري من ابن آدم مجري الدم]

أخبرنا هبة الله بن محمد، قال: أخبرنا الحسن بن علي، قال: أخبرنا أحمد بن جعفر، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد، قال: أني أبي، قال: نا عبد الرزاق، قال: نا معمر، عن الزهري، عن علي بن الحسين، عن صفية بنت حيي، قالت: كان رسول الله معتكفا فأتيته أزوره ليلًا، فحدثته ثم قمت فانقلبت، فقام معي يقلبني وكان منزلها في دار أسامة بن زيد، فمر رجلان من الأنصار، فلما رأيا رسول الله أسرعا، فقال النبي : "على رِسْلِكُما إنها صفية بنت حي". فقالا: سبحان الله يا رسول الله! قال: "إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم، وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما شرًّا" أو قال: "شيئًا" (٣). أخرجاه في الصحيحين.


(١) أخرجه أحمد في المسند (١/ ٤٦٠).
(٢) مدار هذه المسألة على لفظه "فأسلم" من الحديث، قال الإمام النووي: (فأسلم: بضم الميم وفتحها، روايتان مشهورتان. فمن رفع قال: معناه: أسلمُ أنا من شره وفتنته. ومن فتح قال: إن القرين أسلمَ من الإسلام، وصار مؤمنًا). شرح مسلم للنووي (١٧/ ١٥٧). وقد اختار ابن خزيمة، والقاضي عياض، والنووي رواية الفتح، ورأوا أن القرين أسلم وصار مؤمنًا. واختار غيرهم، كسفيان بن عيينة، والخطابي رواية الرفع، وأنه السلامة من جهة النبي . واختار الإمام أحمد التوقف.
انظر: شرح مسلم للنووي (١٧/ ١٥٨)، الشفا للقاضي عياض (٢/ ٧٣٦)، دلائل النبوة للبيهقي (٧/ ١٠١)، السنة للخلال (ص ١٩٠ - ١٩١).
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: (والمراد في أصح القولين: استسلم وانقاد لي، ومن قال: حتى أسلم أنا، فقد حرّف معناه. ومن قال: الشيطان صار مؤمنًا، فقد حرّف لفظه). منهاج السنة (٨/ ٢٧١)، وانظر: مصائب الإنسان من مصايد الشيطان لابن مفلح (ص ١١٣).
(٣) رواه أحمد في المسند (٦/ ٣٣٧)، وأخرجه البخاري (٤/ ٢٧٨ رقم ٢٠٣٥)، و (رقم ٢٠٣٨)، و (رقم ٢٠٣٩)، =

<<  <   >  >>