للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقيل له: قال إبراهيم بن أدهم. فقال: جئتموني بِبُنَيَّات الطريق (١)، عليكم بالأصل (٢).

فلا ينبغي أن يترك الشرع لقول مُعَظَّم في النفس، فإن الشرع أعظم، والخطأ في التأويل على الناس يجري، ومن الجائز أن تكون الأحاديث لم تبلغه.

[فصل]

وقد يلبس إبليس على بعض المصلين في مخارج الحروف فتراه يقول: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ﴾، فيخرج بإعادة الكلمة عن قانون أدب الصلاة، وتارة يلبس عليه في تحقيق التشديد، وتارة في إخراج ضاد ﴿الْمَغْضُوبِ﴾.

قال المصنف: ولقد رأيت من يقول: ﴿الْمَغْضُوبِ﴾ فيخرج بصاقه مع إخراج الضاد؛ لقوة تشديده، وإنما المراد تحقيق الحرف فحسب (٣).

وإبليس يخرج هؤلاء بالزيادة عن حد التحقيق، ويشغلهم بالمبالغة في الحروف عن فهم التلاوة، وكل هذه الوساوس من إبليس.

أخبرنا محمد بن ناصر، قال: أخبرنا أحمد بن عبد القادر بن يوسف، قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن علي بن صخر، قال: نا عمر بن محمد بن سيف، قال: حدثنا محمد بن هارون بن حميد، قال: نا محمد بن يحيى بن رزين، قال: حدثنا عبد الله بن وهب، قال: أخبرني سعيد بن عبد الرحمن بن أبي العمياء، أن سهل بن أبي أمامة حدثه: أنه دخل


(١) بُنيَّات الطريق: التي تفترق وتختلف فتأخذ في كل ناحية. وقال الثعالبي: بنيات الطريق هي الصعاب والمعَاسِف. لسان العرب (طرق)، ثمار القلوب في المضاف والمنسوب (ص ٢٧٨).
(٢) ذكره المؤلّف في صيد الخاطر (ص ٥٩٤).
(٣) انظر: إحياء علوم الدين (٣/ ٤٠١)، ذم الوسواس لابن قدامة (ص ٦٣)، إغاثة اللهفان (١/ ٢٥٢)، دفع الإلباس عن وهم الوسواس للأقفهسي (ص ٢٦٠ - ٢٦١).

<<  <   >  >>