للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومنه: أنهم يخلطون الأذان للفجر بالتذكير والتسبيح والمواعظ ويجعلون الأذان وسطًا فيختلط، وقد كره العلماء كل ما يضاف إلى الأذان (١).

قال المصنف: وقد رأيت من يقوم بليل كثير على المنارة فيعظ ويذكر، ويقرأ سورًا من القرآن بصوت مرتفع، فيمنع الناس من نومهم، ويخلط على المتهجدين قراءتهم، وكل ذلك من المنكرات!

[ذكر تلبيسه عليهم في الصلاة]

فمن ذلك: تلبيسه عليهم في الثياب التي يستتر بها، فترى أحدهم يغسل الثوب الطاهر مرارًا، وربما لمسه مسلم فيغسله، ومنهم من يغسل ثيابه في دجلة لا يرى أن غسلها في البيت يجزئ، ومنهم من يدليها في البئر كفعل اليهود وما كانت الصحابة تفعل هذا، بل قد صلوا في ثياب فارس لما فتحوها واستعملوا أوطئتهم وأكسيتهم.

ومن الموسوسين من يقطر عليه قطرة ماء فيغسل الثوب كله وربما تأخر لذلك عن صلاة الجماعة، ومنهم من يترك صلاة الجمعة لأجل مطر يسير يخاف أن ينتضح عليه، ولا يظنن ظان أني أمنع من النظافة والورع ولكن المبالغة الخارجة عن حد الشرع المضيعة للزمان هي التي أنهى عنها.

ومن ذلك: تلبيسه عليهم في نية الصلاة، فمنهم من يقول: أصلي صلاة كذا ثم يعيد هذا، ظنًّا منه أنه قد نقض النية، والنية لا تنتقض وإن لم يرض اللفظ، ومنهم من يكبر ثم ينقض، ثم يكبر ثم ينقض، فإذا ركع الإمام كبر الموسوس وركع معه، فليت شعري! ما الذي أحضر النية حينئذ؟ وما ذاك إلا لأن إبليس أراد أن تفوته الفُضَيلة.


(١) انظر: المدخل لابن الحاج (٢/ ٢٤٨)، إصلاح المساجد من البدع والعوائد (ص ٢٣٤).

<<  <   >  >>