للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مرتبة أضعاف أضعاف ما دونها، وأن النار اثنتان وثلاثون مرتبة، منها ست عشرة مرتبة فيها الزمهرير وصنوف عذابه، وست عشرة مرتبة فيها الحريق وصنوف عذابه.

[ذكر تلبيس إبليس على اليهود]

قد لبس عليهم في أشياء كثيرة نذكر منها نبذة ليستدل بها على تلك:

• فمن ذلك: تشبيههم الخالق بالخلق (١).

ولو كان يشبههم لجاز عليه ما يجوز عليهم!

وحكى أبو عبد الله بن حامد من أصحابنا أن اليهود تزعم أن الإله المعبود رجل من نور على كرسي من نور، على رأسه تاج من نور، وله أعضاء كما للآدميين.


(١) قال الشهرستاني في الملل والنحل (١/ ٢٥٢): (ومسائلهم - أي: اليهود - تدور على: جواز النسخ ومنعه، وعلى التشبيه ونفيه، والقول بالقدر والجبر، وتجويز الرجعة واستحالتها).
وأصلهم في التشبيه هو ما وجدوه في التوراة المحرفة التي تصف الإله بألفاظ وأوصاف لا تليق. كما نقل الإمام ابن حزم في الفصل (١/ ٢٥٣) عن السفر الخامس من أسفار اليهود: (اعلموا أن السيد إلهكم الذي هو نار أكول). والنص الذي في التوراة الحالية قريب من هذا إذ جاء فيها: (لأن إلهكم، إله غيور، نارٌ آكلة) (سفر التثنية، الإصحاح الرابع، الفقرة ٢٤). ومما نقل كذلك: (هذا إلهي أمجده، وإله أبي أعظمه، السيد قاتل كالرجل القادر). والنص في التوراة الحالية: (الرب سيد الحروب) (سفر الخروج، الإصحاح ١٥، الفقر ١). ومن ذلك: أن الله تعالى قدم على إبراهيم في صورة رجل مع ملكين، وجلسوا يستريحون من التعب وغسلوا أرجلهم وأكلوا وشربوا. (سفر التكوين، الإصحاح ١٨). ومن ذلك ذكرهم لمصارعة الرب ليعقوب (سفر التكوين، الإصحاح ٣٢، الفقرة ٢٤ - ٣٢). ومنه نسبة التعب والاستراحة للرب تعالى ومما جاء في ذلك: أن الله خلق السموات والأرض في ستة أيام، استراح في اليوم السابع. (سفر التكوين، الإصحاح ٢).
وانظر: الأجوبة الفاخرة للقرافي (ص ٣٧٦ - ٣٧٧)، والأسفار المقدسة، د. علي وافي (ص ٢٨ - ٣٠)، وإفحام اليهود للسموأل المغربى (ص ١٢٨ - ١٣٥)، وتأثر اليهودية بالأديان الوثنية، د. فتحي الزغبي (ص ٦٣٧) وما بعدها.

<<  <   >  >>