للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومثل هذه المذاهب لا يحتاج إلى تكلف ردها إذ هي دعاوى بلا دليل!

وقد حسن إبليس لقوم من الصابئين أنهم رأوا الكمال يحصل مناسبة بينهم وبين الروحانيات العلوية باستعمال الطهارات وقوانين ودعوات، واشتغلوا بالتنجيم والتبخير، وقالوا: لابد من متوسط بين الله وبين خلقه من تعريف المعارف والإرشاد للمصالح، إلا أن ذلك المتوسط ينبغي أن يكون روحانيا لا جسمانيا، قالوا: فنحن نحصل لأنفسنا مناسبة قدسية بيننا؛ فيكون ذلك وسيلة لنا إليه (١)، وهؤلاء ينكرون بعث الأجساد (٢).

ذكر تلبيس إبليس على المجوس (٣)

قال يحى بن بشر بن عمير النهاوندي: كان أول ملوك المجوس كومرث (٤) فجاءهم بدينهم، ثم تتابع المدعون للنبوة فيهم حتى اشتهر بها زرادشت، وكانوا يقولون إن الله شخص روحاني ظهر فظهرت معه الأشياء روحانية تامة فقال: لا


(١) انظر: الملل والنحل للشهرستاني (٢/ ٣٠٨ - ٣٠٩).
(٢) انظر: الفهرست لابن النديم (ص ٣٨٨).
(٣) المجوس: هم عبدة النار، وهم القائلون بالأصلين: النور، والظلمة. كما ذهبوا إلى أن النور أزلي، والظلمة محدثة، ويسمون النور "يزدان"، وهو خالق الخير بزعمهم، ويسمون الظلمة "أهرمن" أي: خالق الشر - بزعمهم-. ثم اختلفوا اختلافًا شديدًا في هذين الأصلين من حيث: الطبيعةُ، والمكان، والامتزاج، والخلاص، والقدم، والحدوث .. أشهر فِرق المجوس: الكيومرثية، الزروانية، الزرداشتية. ويقوم مذهبهم على الإباحية المطلقة، حتى استحلوا نكاح الأمهات والأخوات والبنات.
انظر: الفصل لابن حزم (١/ ٨٦)، والملل والنحل (١/ ٢٧٨ - ٢٨٤)، التبصير في الدين للإسفراييني (ص ١٥٠)، والبرهان للسكسكي (ص ٩٠ - ٩١)، الفِرق المفترقة للعراقي (ص ٩٩)، مفاتيح العلوم للخوارزمي (ص ٥٦)، والبدء والتاريخ للمقدسي (١/ ٨٨).
(٤) كومرث: أو كيومرث، المقدّم الأول عند المجوس. تقول الكيومرثية إن كيومرث هو آدم ، ومعناه: "الحيّ الناطق". الملل والنحل للشهرستاني (١/ ٢٧٨) مفاتيح العلوم للخوارزمي (ص ٥٦)، دائرة المعارف لفريد وجدي (٨/ ٤٤٨).

<<  <   >  >>