للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

- وقال: "غير أن الخطيب يبهرج بعصبية باردة في ذم أصحابنا، وإذا ذكر المتكلمين من الأشاعرة وغيرهم فخمّ أمرهم، وذكر من فضائلهم ما يقارب الاستحالة" (١).

- وقال عن القشيري: "اختلف إلى أبي بكر بن فورك فأخذ عنه الكلام، وصار رأسًا في الأشاعرة" (٢).

- وفي ترجمة محمد بن أحمد السمناني قال: " … وكان عالمًا فاضلًا سخيًّا، لكنه كان يعتقد في الأصول مذهب الأشعري" (٣).

[٥ - الصوفية]

لا شكَّ أن ابن الجوزي يُعدّ من أقدم وأشهر نُقّاد مذهب التصوف، وكتابه "تلبيس إبليس" خير شاهد على ذلك؛ إذ خصّص أكثر من نصف الكتاب لنقد هذا المذهب المبتدع، كما لم تخل بعض كتبه الأخرى من ذكر لذلك المذهب.

وقد سار فإنقد هذه الطائفة على النحو التالي:

- ذكر نسبة الصوفية.

- التركيز على الفرق بين الزهد الشرعي وبين التصوف وغلوه.

- ذكر ما آل إليه التصوف من العقائد المنحرفة الإلحادية، كالقول بالحلول والاتحاد.

- نقد مسالك الصوفية في ترك كثير من الواجبات والمباحات تزهّدًا، فتركوا العلم ونفّروا عنه، وتركوا الجماعات في المساجد، إذ استبدلوا المساجد بالأربطة التي كانت مرتعًا للبطالة والكسل، كما تركوا النكاح، ولبسوا المرقعات …

- نقد انحرافهم في عقيدة التوكل؛ إذ فهموها على أنها ترك الأسباب بالكلية.


(١) درء اللوم والضيم في صوم يوم الغيم (ص ٤٥ - ٤٦). وانظر: صيد الخاطر (ص ٣٠٢).
(٢) المنتظم (١٦/ ١٤٨).
(٣) المنتظم (١٥/ ٣٣٨).

<<  <   >  >>