للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من فكره إبليس، فلما مثل بين يديه أراد قتله فامتنع منه، فلما رأى امتناعه وادعه إلى مدة.

قال المصنف: وقد بنى عابدوا النار لها بيوتا كثيرة، وأول من رُسم لها بيتا أفريدون، فاتخذ لها بيتا بطوس وآخر ببخارى، واتخذ لها بهمن بيتا بسجستان، واتخذ لها بيتا أبو قباذ (١) بناحية بخارى، وبنيت بعد ذلك بيوت كثيرة لها (٢)، وكان زرادشت قد وضع نارا زعم أنها جاءت من السماء فأكلت قربانهم، وذلك أنه بنى بيتا وجعل في وسطه مرآة، ولف القربان في حطب وطرح عليه الكبريت فلما استوت الشمس في كبد السماء قابلت كوة قد جعلها في ذلك البيت، فدخل شعاع الشمس فوقع على المرآة، فانعكس على الحطب فوقعت فيه النار، فقال: لا تطفئوا هذه النار.

[فصل]

وقد لبس إبليس لأقوام عبادة القمر (٣) ولآخرين عبادة النجوم (٤)، قال ابن قتيبة: كان قوم في الجاهلية عبدوا الشعرى العبور (٥) وفُتِنوا بها، وكان أبو كبشة (٦)


(١) النص عند الشهرستاني (١/ ٣٠٠) هكذا: ولهم بيت نار آخر في نواحي بخارى يدعى قباذان وفي المعارف بقباذ والظاهر أنه موضع.
(٢) في شأن هذه البيوت انظر: مروج الذهب للمسعودي (٢/ ٢٥٢ - ٢٥٩)، والفهرست لابن النديم (ص ٤٢١ - ٤٢٣)، والملل والنحل للشهرستاني (٢/ ٥٨١).
(٣) وهم ملة "الجندريهكنية" أي: عبّاد القمر. ولهم تعبّدات للقمر الذي اتخذوا له صنمًا: من السجود، والطواف، والصيام، وغير ذلك.
انظر: الفهرست لابن النديم (ص ٤٢٤)، والملل والنحل للشهرستاني (٢/ ٦١٠).
(٤) انظر: الملل والنحل للشهرستاني (٢/ ٥٨٦).
(٥) الشعرى العبور: كوكب نيّر يقال له: المِرزم، يطلع بعد الجوزاء، وطلوعه في شدة الحر. اللسان (شعر).
(٦) قال ابن حبيب في المحبر (ص ١٢٩): كانت قريش تنسب النبي إلى ابن أبي كبشة، فيقولون: (قال ابن أبي كبشة)، و (فعل ابن أبي كبشة) .. وذكر ثلاثة من أجداد النبي ممن يكنى أبا كبشة، ثم قال: وكان الحارث وهو غبشان بن عمرو بن بؤي بن ملكان يكنى أبا كبشة، وكان يعبد الشعرى.

<<  <   >  >>