للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عرفنا كراهية ذلك في وجهه (١)، وذكر إبراهيم السنة فرغب فيها، وذكر ما أحدث الناس فكرهه، وقال فيه (٢).

° أخبرنا المحمدان: ابن ناصر وابن عبد الباقي، قالا: أخبرنا حمد بن أحمد، قال: أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال: سمعت محمد بن إبراهيم يقول: سمعت محمد بن زبان يقول: سمعت ذا النون يقول وجاءه أصحاب الحديث فسألوه عن الخطرات والوساوس، فقال: أنا لا أتكلم في شيء من هذا؛ فإن هذا محدث، سلوني عن شيء من الصلاة أو الحديث. قال: ورأى ذو النون عليَّ خفًّا أحمر، فقال: انزع هذا يا بني فإنه شهرة، ما لبسه رسول الله، إنما لبس النبي خفين أسودين ساذجين (٣) (٤).

[فصل]

قد بيَّنا أن القوم كانوا يحترزون من كل بدعة، وإن لم يكن بها بأس؛ لئلا يحدثوا ما لم يكن، وقد جرت محدثات لا تصادم الشريعة، ولا يتعاطى عليها فلم يروا بفعلها


(١) قال شيخ الإسلام ابن تيمية : (من قال لغيره من الناس: ادعُ لي أو لنا، وقصدُه أن ينتفع ذلك المأمور بالدعاء، وينتفع هو أيضًا بأمره، ويفعل ذلك المأمور به كما يأمره بسائر فعل الخير؛ فهو مقتدٍ بالنبي مؤتم به، ليس هذا من السؤال المرجوح. وأما إن لم يكن مقصده إلا طلب حاجته، لم يقصد نفع ذلك والإحسان إليه، فهذا ليس من المقتدين بالرسول المؤتمين به في ذلك، بل هذا هو من السؤال المرجوح الذي تركهُ إلى الرغبة إلى الله وسؤاله أفضل من الرغبة إلى المخلوق وسؤاله). قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة (ص ٧١).
(٢) أخرجه ابن سعد في طبقاته (٦/ ٢٧٦ - ٢٧٧).
(٣) أخرجه أبو داود (١/ ١٠٨ رقم ١٥٥)، والترمذي (٥/ ١١٤ رقم ٢٨٢٠)، وابن ماجه (٢/ ١١٩٦ رقم ٣٦٢٠). قال الترمذي: هذا حديث حسن إنا نعرفه من حديث دلهم، وقد رواه محمد بن ربيعة عن دلهم، انتهى. ودلهم بن صالح ضعيف كما في التقريب (ص ٢٠١) لكن له متابعة تقويه: انظر: أبو الشيخ الأصبهاني في أخلاق النبي (ص ١٤٢ رقم ٣٧٨).
ساذجين: مفردها ساذج، وهو الخالص غير المشوب وغير المنقوش. وهي كلمة فارسية أصلها (ساده). المعجم الوسيط (١/ ٤٢٦).
(٤) أخرجه أبو نعيم في الحلية (٩/ ٣٦٣).

<<  <   >  >>