للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عبد العزيز بن علي الأزجي قال: حدثنا ابن جهضم قال: حدثني أبو عبد الله المقرئ قال: حدثني عبد الله بن صالح قال: قال لي جُنيد: إذا رأيتَ المريدَ يسمعُ السماعَ فاعلَم أن فيه بَقايا من اللعب (١).

• أخبرنا أبو بكر بن حبيب قال: أخبرنا أبو سعيد بن أبي صادق قال: أخبرنا أبو عبد الله بن باكويه قال: سمعت أحمد بن محمد البَرْذَعِيَّ يقول: سمعتُ المرتعش يقول: سمعتُ أبا الحسين النُّوري يقول لبعض أصحابه: إذا رأيتَ المريدَ يسمعُ القصائِد ويميلُ إلى الرَّفاهيةِ فلا تَرْجُ خيرَهُ (٢).

قال المصنف : هذا قولُ مشايخ القوم وإنما تَرَخَّصَ المتأخِّرون حبًا للهو فتعدَّي شرُّهم من وجهين:

أحدهما: سوءُ ظنِّ العوامِّ بقُدمائِهم؛ لأنهم يظنُّون أن الكُلَّ كانوا هكذا.

والثاني: أنهم جَرَّؤوا العوامَّ على اللعب فليس للعاميِّ حُجَّةٌ في لعبهِ إلا أن يقول: فلانٌ يفعَلُ كذا وفلانٌ يفعَلُ كذا.

[فصل]

قال المصنف : وقد تَشَبَّث حب السماع بقلوب خلقٍ منهم فآثَروه على قراءةَ القرآن، ورقَّتْ قلوبُهُم عنده ما لا تَرقُّ عند القرآن، وما ذاكَ إلا لتمكُّن هوًى باطن وغلبةِ طبعٍ وهم يظنُّون غير هذا:


(١) أخرجه القشيري في الرسالة ص ٣٤٤ أو ٢/ ٦٥٠ من طريق أبي عبد الرحمن السلمي عن عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن الرازي عن الجنيد به. وقال: بدل اللعب: البطالة. وذكره شيخ الإسلام في الاستقامة ١/ ٣٩٥.
(٢) أخرجه أبو نعيم في الحلية ١٠/ ٢٥٢ عن محمد المرتعش يقول: سمعت أبا الحسين النوري يقول ويوصي بعض أصحابه: عشرة، وأي عشرة! احتفظ بهن واعمل عليهن جهدك .. وذكر منها: الثامنة: مريد يسمع القصائد ويميل إلى الرفاهة لا ترجون خيره.

<<  <   >  >>