للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المخلص في التعليم؛ لأن مثل المخلصين مثل الأطباء الذين يداوون المرضى لله ، فإذا شفي بعض المرضى على يد طبيب منهم فرح الآخر، وقد ذكرنا آنفًا حديث ابن أبي ليلى، ونعيده بإسناده آخر:

أخبرنا إسماعيل بن أحمد، قال: أخبرنا عمر بن عبيد الله البقال، قال: أخبرنا أبو الحسين بن بشران، قال: حدثنا عثمان بن أحمد، قال: نا حنبل، قال: حدثني أبو عبد الله، قال: حدثنا جرير عن عطاء بن السائب عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، قال: "أدركت عشرين ومائة من أصحاب النبي من الأنصار، ما منهم رجل يسأل عن شيء إلا ودَّ أن أخاه كفاه، ولا يحدث حديثًا إلا ودَّ أن أخاه كفاه" (١).

[فصل]

وقد يتخلص العلماء الكاملون من تلبيسات إبليس الظاهرة، فيأتيهم بخفي من تلبيسه فيقول له: ما لقيت مثلك، ما أعرفك بمداخلي ومخارجي! فإن سكن إلى هذا هلك بالعُجْب، وإن سلم من المساكنة له سلم.

وقد قال سري السقطي: لو أن رجلًا دخل إلى بستان فيه من جميع ما خلق الله تعالى من الأشجار، عليها من جميع ما خلق الله من الأطيار، فخاطبه كل طائر بلغته وقال: السلام عليك يا ولي الله، فسكنت نفسه إلى ذلك؛ كان في أيديها أسيرًا (٢).


(١) تقدم تخريجه (ص ٣٣٣).
(٢) أخرجه أبو نعيم في الحلية (١٠/ ١١٨)، وابن الجوزي في صفة الصفوة (١/ ٥٦٢ - ٥٦٣).

<<  <   >  >>