عبد الله، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال:"والله ما أظن على ظهر الأرض اليوم أحدًا أحب إلى الشيطان هلاكًا مني". فقيل: وكيف؟ فقال:"والله إنه ليُحْدِث البدعة في مشرقٍ أو مغربٍ، فيحملها الرجل إليَّ، فإذا انتهت إليَّ قمعتها بالسنة، فترد عليه كما أخرجها (١) ".
[فصل]
وسميته بـ "تلبيس إبليس"، وقد وضعت هذا الكتاب محذرًا من فتنه، ومخوفًا من محنه، وكاشفًا عن مستوره، وفاضحًا له في خفي غروره، والله المعين بجوده كل صادق في مقصوده!
وقد قسمته ثلاثة عشر بابًا، ينكشف بمجموعها تلبيسه، ويتبين للفطن بفهمها تدليسه، فمن انتهض عزمه للعمل بها ضج منه إبليسه، والله موفقي فيما قصدتُ، وملهمي للصواب فيما أردتُ.
[ذكر تراجم الأبواب]
الباب الأول: في الأمر بلزوم السنة والجماعة.
الباب الثاني: في ذم البدع والمبتدعين.
الباب الثالث: في التحذير من فتن إبليس ومكايده.
الباب الرابع: في معنى التلبيس والغرور.
الباب الخامس: في ذكر تلبيسه في العقائد والديانات.
(١) أخرجه اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة (١/ ٥٥ رقم ١٢)، عن محمد بن أحمد بن سهل به بلفظه.