للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأبي طاهرِ بن العلَّاف، والجُنَيد، والدِّينَوَرِي.

[فصل]

فإذا تمكَّن الطَّرَبُ من الصُّوفِيَّةِ في حالِ رقصهم جَذَبَ أحدُهُم بعضَ الْجُلُوسِ لِيقُومَ معه، ولا يجوز عَلى مَذْهَبِهِمْ للمجذُوبِ أن يَقْعُد، فإذا قامَ قامَ الباقون تبعًا له (١).

فإذا كشفَ أحدُهم رأسَه كشفَ الباقُونَ رؤُوسَهُم موافقةً له، ولا يَخْفى على عاقلٍ أن كشْفَ الرأسِ مُستَقْبَحٌ، وفيهِ إسقاطُ مروءةٍ وتركُ أدبٍ، وإنما يَقَع في المناسكِ تعبُّدًا للهِ وذلًّا له (٢).

[فصل]

فإذا اشتَدَّ طَرَبُهُمْ رمَوا ثِيَابَهُم على المغنِّي، فمنهُم مَن يرمِي بها صِحاحًا، ومنهم مَن يَخْرِقُها ثم يَرمِي بِها:

• وقد احْتَجَّ لَهم بعضُ الجهَّالِ فقال: هؤلاء في غَيْبَةٍ فلا يُلامونَ، فإنَّ موسى لما غَلَبَ عليه الغمُّ بعبادةِ قومهِ العِجْلَ، رمَى الألْواحَ فكسَرها، ولم يَدْرِ ما صَنَع.


= أنس شديد بعلم الحديث وذكر ابن الجوزي أنه يعد من مشائخ ابن عقيل الذين تتلمذ عليهم وأفاد منه. ت ٤٥٦ هـ. انظر: تاريخ بغداد ١١/ ١٧ والمنتظم ٩/ ٢١٢ والسير ١٨/ ١٢٤ ومقدمة كتاب: زهر الغصون من كتاب الفنون ص ١٠.
(١) انظر: الإحياء ٢/ ٣٠٥ وكذا في الموافقة في كشف الرأس. ولقد ساق لهم السهروردي في عوارف المعارف ص ١٨٦ - ١٨٨ جملة من آدابهم في السماع ورمي الثياب وحكمها.
(٢) سئل شيخ الإسلام عن كشف الرأس عند القراءة والذكر والدعاء، فقال: مكروه لا سيما إذا اتخذ على أنه عبادة؛ فإنه حينئذ يكون منكرًا ولا يجوز التعبد بذلك. الفتاوى ٢٢/ ٥٢٣ والفتاوى الكبرى ١/ ٢١١.
وقال أبو بكر الطرطوشي: وأما الرّقْص والدَّق بالرِّجل وكشف الرأس وتمزيق الثياب فلا خَفاءَ على ذي لُبٍّ أنه سُخف ولعب ونبذ للمروءة والوقار ولما كان عليه الأنبياء والصالحون. تحريم الغناء والسماع ص ٢٦٣.

<<  <   >  >>