للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفي الصَّحيحَين عن النبي أنَّه قال: "من ترَدَّى مِن جَبَلٍ فقَتَلَ نفسَهُ فهُوَ يتردَّى فَي نارِ جهنَّم خالِدًا مُخلَّدًا فيها أبدًا" (١).

[فصل]

وفيهم مَن فرِّق بينَهُ وبينَ حبيبِهِ؛ فقَتَل حبِيبَهُ:

• بلَغَني عن بعضِ الصوفيَّةِ أنَّهُ كان فِي رِباطٍ عِندنا ببغداد، ومعهُ صبِيٌّ في البيتِ الذِي هو فيهِ، فشنَّعُوا عليهِ وفرَّقوا بينهُما، فدخَلَ الصوفيُّ إلى الصَّبيِّ ومعهُ سكِّينٌ فذَبَحه، وجلسَ عندهُ يَبكِي، فجاءَ أهلُ الرِّباطِ فرأوهُ فسألوهُ عن الحالِ، فأقرَّ بقتلِ الصبيِّ، فرفعوهُ إلى صاحبِ الشرطةِ فأقرَّ، فجاءَ والدُ الصبيِّ، فجعلَ الصوفيُّ يبْكِي ويقول لهُ: باللهِ عليكَ إلَّا ما أقَدْتَنِي بهِ (٢)، فقال: الآنَ قد عفَوتُ عنكَ. فقامَ الصوفيُّ فذهبَ إلى قبرِ الصبيِّ فجعلَ يبكِي عليهِ، ثم لم يَزَلْ يحجُّ عن الصبيِّ ويهدِي إليهِ الثوابَ.

[فصل]

ومِن هؤلاءِ من قاربَ الفتنةَ فوقَعَ فيهَا، ولم تَنْفَعْهُ دعوى الصبْرِ والمُجَاهدةِ:

• أنبأنا محمدُ بن أبي طاهرٍ، قال: أنبأنا عليُّ بن المحسِنِ التنوخِي، قال: أخبرنا أبو بكرِ بن شاذان، قال: حدثنا نِفْطَوَيهِ، قال: حدثني إدريسُ بنُ إدريسَ، قال: حضرتُ بمصرَ قومًا من الصُّوفيَّةِ ولهم غلام أمردُ يُغَنِّيِهِم، قال: فَغَلَبَ على رَجُلٍ


(١) أخرجه البخاري رقم (٥٧٧٨) وأخرجه مسلم رقم (١٠٩) وأبو داود رقم (٣٨٧٢) والترمذي رقم (٢٠٤٤) والنسائي ٤/ ٦٦ وفي الكبرى ١/ ٦٣٨ وابن ماجه رقم (٣٤٦٠) والإمام أحمد في المسند ٢/ ٢٥٤، ٤٨٨، وغيرهم.
(٢) القَوَدُ: القِصاصُ وأَقَدْتُ القاتِلَ بالقتيل أَي: قتَلْتُه به. انظر: تحرير ألفاظ التنبيه ص ٢٩٣ واللسان ٣/ ٣٧٢.

<<  <   >  >>